الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:
في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال الصهيوني تنفيذ مخططاته في العدوان والاحتلال وجرائم القتل والتشريد بحق أبناء الشعب الفلسطيني يواصل استباحة وتهويد وتدنيس المقدسات واقتحام المساجد المقدسة والكنائس ومقابر الأنبياء وطرد ومنع المصلين والمعتكفين المسلمين والمرابطين الفلسطينيين، ومنع دخول الكنائس المسيحية في سبت النور، بينما يسمح للمستوطنين بالاقتحام المتواصل وبأعداد كبيرة وبحراسة أمنية وشرطية مشددة، هذه الاقتحامات لم تتوقف، بل زادت وتيرتها منذ السنوات الأخيرة في محاولة المحتل لفرض واقع التقسيم الزماني والمكاني، وإلى إثبات وجوده وحقه الزائف في الأراضي الفلسطينية مع الصراع المستمر لأكثر من سبعة عقود زمنية، بهدف السيطرة على مرافق المسجد الأقصى والسيادة على القدس الشريف وإقامة الهيكل المزعوم.
ويأتي ذلك مع استمرار الاعتداءات على المقدسات وحرق نسخ القرآن الكريم في دول غربية سمحت بذلك بهدف استهداف ليس مقدسات الأمة بل لاستهداف وجودها وحقوقها وسيادتها ومستقبلها.
وفي إطار الأصوات والردود الفلسطينية والعربية والإسلامية والعالمية ضد الحملة الصهيونية والغربية على المقدسات لإدانة هذه الممارسات المشينة، احتضنت دمشق اليوم الملتقى الشبابي للدفاع عن مقدسات الأمة الذي دعت إليه وأقامته جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية تحت عنوان: (الكيان الصهيوني ودوره في الحرب على المقدسات)في المركز الثقافي العربي بكفر سوسة، وحضره ممثلون عن فصائل المقاومة الفلسطينية والقيادة القطرية الفلسطينية لحزب البعث وجيش التحرير الفلسطيني وعن سفارتي الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية اليمن، كما حضره مدير عام مؤسسة القدس الدولية (سورية) ورئيس اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته للمشروع الصهيوني وحشد من شباب الأحزاب السورية والفلسطينية .
وتخلل الحفل عرض فيلم وثائقي تحدث عن الجرائم الصهيونية في استباحة المقدسات الفلسطينية والتي تتزامن مع جرائم الغرب في الاعتداء على المقدسات الإسلامية ومن ضمنها الاعتداء على حرمة القرآن الكريم والرسول العربي محمد عليه السلام.
عبد المجيد: الدفاع عن المقدسات..
من جهته، أكد خالد عبد المجيد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أن المشروعين الصهيوني والغربي في استهداف أمتنا بعد الاحتلال والعدوان يركز فيما يركز على استهداف المقدسات واستباحتها ومحاولة إثارة الفتن الطائفية والمذهبية في دول المنطقة من خلال قيام أميركا والغرب باستهداف الرموز والمعابد والمقدسات الدينية والسماح للقوى والأشخاص بانتهاك تلك المقدسات من خلال حرق المصحف الشريف والمساجد والكنائس ودور العبادة لإثارة الفتن الطائفية.
ونوه عبد المجيد بأن أبناء شعبنا الفلسطيني وأمتنا فوتوا على العدو تلك الفرصة وأكدوا بثباتهم وصمودهم ووعيهم على قدرتهم بالمحافظة على المقدسات، مشيراً إلى أهمية دور الشباب في هذه المعركة التي تخوضها أمتنا وبردع المقاومة لمواجهة مخططات العدو الإسرائيلي ومخططاته لتدنيس المقدسات الإسلامية الفلسطينية والاعتداء عليها، وقال: إن الشباب الفلسطيني في القدس وفي فلسطين وكل الساحات يمثلون اليوم الخندق الأمامي الأول للدفاع عن المقدسات والحقوق الفلسطينية .
ودعا الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني إلى تضافر الجهود العربية والدولية وخصوصاً دول محور المقاومة من أجل خطة مشتركة موحدة للدفاع عن المقدسات وابتكار حملات للدفاع عن المقدسات في وجه مخططات استهداف المقدسات في فلسطين وسورية والأمة العربية عامة التي تشنها الصهيونية والولايات المتحدة، وأشار إلى أنه دون هزيمة الاحتلال لا يمكننا إفشال المخططات الأميركية المعادية لأمتنا ومنطقتنا.
مهر: أميركا والصهيونية تشنان حرباً فكرية ضد المقدسات..
وألقى كلمة سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق الدكتور حسين مهر رئيس جامعة المصطفى، أشار فيها إلى أن أميركا والصهيونية والغرب يشنون حرباً فكرية ضد المقدسات في دول العالم وخصوصاً محور المقاومة وفي المقدمة فلسطين والقدس لما تشكله من أهمية كبيرة لدى محور المقاومة والعالم للسيطرة على العالم فكرياً فضلاً عن استهداف القرآن الكريم ومضامينه الإنسانية النبيلة عبر السماح لحرقه والتشديد على تداول أفكاره وقيمه العظيمة التي جاءت للناس جميعاً وليس للمسلمين.
صبري: شكل من أشكال الإرهاب..
وألقى عبد الله صبري السفير اليمني بدمشق كلمة بهذه المناسبة، أشار فيها إلى الحملات الغربية العدوانية في استهداف مقدساتنا والعمل على نشر قيمه في الشذوذ الأخلاقي والمثلية باعتبارها تمثل القيم الحضارية الجديدة ورمزاً من رموز الحرية والمساواة التي ما لبث يدعو لها الغرب وأثبتت التجارب زيف تلك الإدعاءات والأكاذيب، وكشفت عن كراهية فائقة للغرب تجاه العرب والمسلمين ومقدساتهم.
وأكد صبري أن الاعتداء على المقدسات ولاسيما حرق نسخ من المصحف الشريف واستهداف المقدسات في القدس وغيرها ليس إلا شكلاً من أشكال العدوان والإرهاب الذي تمارسه الصهيونية وأميركا ضد فلسطين وسورية واليمن وإيران والعراق وغيرها.
ودعا السفير اليمني بدمشق إلى مقاطعة عربية وعالمية لبضائع أميركا وكيان العدو الإسرائيلي والدول التي تشاطر عدوانهما وممارساتهما العنصرية ضد المقدسات الفلسطينية والعربية والإسلامية ومخططاتهما في استهداف المنطقة طائفياً ومذهبياً.
د. البيحصي: على الأمة ألا تدخر جهداً للدفاع عنها..
ومن جانبه، أشار الدكتور محمد البيحصي رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية إلى أن الملتقى جزء من خطة النشاطات التي تقوم به الجمعية لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني والتصدي للمحاولات المستمرة للمخطط الإسرائيلي للتأثير على هذا الصمود وإضعاف إحساس شعبنا الفلسطيني وشعوب المنطقة للقبول بفرض سياسة الأمر الواقع الإسرائيلي وتعويد بلداننا على قبول الهزيمة والاستسلام لواقع وجود الاحتلال الإسرائيلي واستهداف مقدساتنا بكل الطرق والأدوات من أجل تجميد حركتنا ونضالنا للتصدي بوجه تلك المخططات والدفاع عن مقدساتنا وحقوقنا.
ودعا الدكتور البيحصي إلى ضرورة تعزيز نضال فلسطين والأمة لإفشال مخططات العدو، منوهاً بأهمية الشباب في معركة التحرير والنضال لاستعادة المقدسات والحقوق وتحرير الأراضي المحتلة، وضرورة ألا تدخر الأمة وشبابها جهداً فكرياً كان أو سياسياً أو ثقافياً وغيره بما يعزز نضالات الأمة في الدفاع عن مقدساتها وحقوقها.
بيان الملتقى: عمل مؤسسي للوقوف في وجه استهدافها
وفي الختام أصدر الملتقى بياناً ختامياً نددوا فيه بإحراق بجريمة إحراق المصحف الشريف في بعض الدول الغربية وبممارسات الكيان الصهيوني ودوره في الحرب على المقدسات، مؤكداً على أن هذا الفعل الشنيع يمثل قمة الإرهاب والتطرف، مندداً بالصمت الدولي المريب العجيب وتواطؤ الدول والهيئات مع هذه الجريمة النكراء، ودعا إلى عمل مؤسسي عربي ودولي جاد بجميع أنواعه السياسي والثقافي والفكري للوقوف في وجه استهداف مقدساتنا ومخططات الكيان الصهيوني والغرب لطمس هويتها وإزالتها واستمرار التطرف والتعصب بحق قضايا أمتنا المصيرية التي تستهدف أغلى مقدساتنا.