الثورة _ آنا عزيز الخضر:
حري بعالم الطفولة إيلاءه كل الرفاهية والاهتمام والرعاية، فهو عالم النقاء والبراءة، وقد تم اقتناص تفاصيله الجميلة ببساطة، ليتحول في كثير من الأحيان إلى شقاء بعد تلك الحرب المقيتة، ويحرم الكثير من الأطفال من أبسط حقوقهم، ويحملون مسؤوليات على كاهلهم فوق طاقاتهم، لتتعثر براءتهم، وتخدش أحاسيسهم النقية، وليس هناك أمر يتطاول على عالمهم ويبعثر طموحاتهم، مثل عمالة الأطفال..
هذا ماركز عليه الفيلم القصير “براءة ” نص شادي سلامي رزق، إخراج وليد أحمد درويش، حيث يطرح الفيلم قضية عمالة الأطفال وشقائهم والتأثيرات السلبية على شخصياتهم من جراء عملهم في سن مبكرة ﻻتناسب تلك النفوس الغضة، كما يعالج الفيلم أجمل صفات الطفولة، وهي البراءة، التي يعيشها الطفل بفطرته، مهما كان وضعه الاجتماعي وحاﻻته.
حول الفيلم ورؤيته وممثليه وأسلوبه تحدث المخرج وليد أحمد درويش، قائلاً: فيلم «براءة» هو فيلم روائي قصير، يسلط الضوء على قضية عمالة الأطفال، القضية التي بتنا نراها بكل شوارع سورية، وهذه الظاهرة طرحناها من منظور تفكير الطفل بأحقية التعليم، واللعب، وأهمية تجاوز الحالات الطبقية الموجودة في المجتمع، من خلال الاهتمام بجميع الأطفال من دون التفرقة، ولم تكن مهمتنا في الفيلم إيجاد حلول، إنما طرح للقضية، وأنا كمخرج اعتمدت على بساطة المعالجة من تركيبة المشاهد إلى تكوين الصورة، والأهم أنني قد حاولت النزول إلى مستوى تفكير الطفل في الفيلم، بعيداً عن الفلسفة السينمائية، حتى يستطيع جميع الأطفال فهم ما يشاهدون، تم انتقاء الأطفال من خلال كاستنغ، وأثناء التصوير طلبت من الأطفال أن يقدموا أداءً طبيعيّاً، لم أكن أبحث عن طفل ممثل، وإنما كنت أبحث عن طفل قادر على حمل تلك الشخصيات، وتقديم طفولته بصدق، ﻻبد لي من التأكيد على أن العمل دائماً مع مجموعة محترفة من ممثلين، إلى مدير تصوير، إلى مدير إضاءة، وحتى الإنتاج، يسهل عملية صناعة أي فيلم كان، لذلك أعتبر تلك التجربة في فيلم براءة من أمتع التجارب.