يمن سليمان عباس:
ما زالت في الذاكرة تلك الأيام منذ أكثر من خمسة عقود عندما كنا تلامذة صغاراً في المدرسة الابتدائية.
أدوات مدرسية بسيطة من قلم إلى ممحاة ومبراة وربما عدة دفاتر لا تتجاوز الثلاثة..
كنا نشعر بفرح لا حدود له عندما نحصل على ورق أسمر من طبقات أكياس الأسمنت ليكون غلافاً لكتاب أو دفتر..
أما الدفاتر فإننا نستعملها بكل حرص لا نشطب كثيراً ولا نعمل على ترك فراغات إلا تلك التي يجب أن تكون.
وكانت رقابة الأهل والمعلمين علينا صارمة إذا ما قمنا بإتلاف صفحات دون جدوى أو مزقنا بعضها.
وفي المدرسة لا يختلف الأمر عن البيت الكل حريص على الاهتمام بنا وصون ما بين أيادينا..
المعلمون لا يطلبون المستحيل أبداً حسب القدرة والحاجة.
أتذكر ذلك كله ونحن على أبواب عام دراسي جديد ومتطلبات مرهقة مادية جداً إذ لا تكفي مئتا ألف لتجهيز تلميذ بلباسه وحقيبته ودفاتره وغير ذلك.
فكيف بالأسرة التي لديها أكثر من تلميذ يحتاجون دفاتر واقلاماً ولباساً وغير ذلك..
أليس من الحري بنا أن نعمل على تقليص النفقات إلى الحد الأدنى وألا نكلف التلاميذ إلا بما يحقق الحد الأدنى ويلبي شروط العملية التربوية..
ليس بإمكان الأهالي شراء أكثر من دفتر للمادة ولا شراء أقلام متعددة وغير ذلك.
كم هو مهم أن يعمل المعلمون والأهالي معاً على ضبط النفقات وسيكون أجمل لو أن هناك مبادرات أهلية ومجتمعية تقوم بالعمل على شراء مستلزمات مدرسية بالجملة دون ربح كبير أو توزيع بعضها لمن يحتاجها فعلاً.
أمام عام دراسي مرهق لابد من عمل اجتماعي تعاوني ضروري نأمل أن نقوم بالترويج له من الآن.