الثورة – رغدة خويص:
يعتبر القلق الانفصالي مرحلة من مراحل النموالطبيعي فخلال هذه المرحلة يصبح الأطفال قلقين عندما يتم فصلهم عن أبويهم ويبدأ هذا الأمرعادة عندما يكون عمر الأطفال حوالي ثمانية أشهر وتزداد شدته عندما يصبح الأطفال بعمر يتراوح بين 10 -18 شهراً.
حول هذا الموضوع كان لنا اللقاء التالي مع الأستاذة ولاء لحلح الاختصاصية بالدعم النفسي والاجتماعي حيث قالت: بأن الطفل يمرّ بحالة نفسية تترجم كردة فعل من مشاعر الخوف والقلق والتوتر في حال تمّ فصل الطفل عن الوالدين فيشعر حينها بأنه غير آمن خاصة عند تواجد الطفل خارج المنزل فيلجأ للتعبير عن المشاعر بردات فعل مثل البكاء والصراخ في هذه الحالة تكون ردة الفعل طبيعية وتدل على أن شعور ارتباط الطفل بالوالدين ينمو وطبعاً يجب أن ننوه بأن هناك اختلافاً ما بين قلق الانفصال الذي هو حالة طبيعية وبين اضطراب قلق الانفصال حيث يرفض الأطفال المصابون بهذا النوع من الاضطراب الذهاب إلى الروضة أو إلى المدرسة رفضاً قاطعاً .
التشجيع والترغيب
وتحدثت الأستاذة لحلح عن المدّة التقديرية لتغلب الأطفال عن القلق الانفصالي حيث يعود لبيئة الطفل الأسرية يعني إذا قام الأهل بالتشجيع والترغيب فهذا الأمر سيعزز ثقة الطفل بنفسه وبالتالي سيبدأ بالتأقلم بأن هذا الابتعاد عن المنزل هو لفترة قصيرة من الزمن.
ويجب التنويه إلى أن هناك بعض الحالات التي يمكن لاضطراب قلق الانفصال أن يتحول إلى اضطرابات نفسية أخرى عند الطفل لأن هذه المشكلة اذا لم يتم حلّها عن طريق الأسرة والبيئة المحيطة للطفل خلال الأسبوع الأول أو الأسبوعين كأبعد حد ،فمن الممكن أن تتراكم وتكبر هذه الحالة مع الوقت لتتطور لمشكلة نفسية أخرى فيمكن أن يصيب الطفل بنوع من الاكتئاب أو حب العزلة والانطوائية أو الميول للعدوانية ،فلذلك يتوجب على الأهل مراقبة هذا الطفل وخصوصاً في الاسبوعين الأوائل من الروضة أو المدرسة .
صحة نفسية
وأشارت أن للمؤسستين الأسرية والتعليمية دور كبير في تنشئة هذا الطفل بصحة نفسية سوية وصحة عقلية وجسدية وأن القلق الانفصالي هو أمر طبيعي ولكن يجب أن يكون هناك دور فعال للأسرة والأساتذة باحتواء هذا النوع من القلق وإعطاء هذا الطفل الشعور بالحنان والأمان والراحة النفسية داخل الروضة لكي لا يشعر بأن هناك فرقاً ما بين روضته وبيته .. فهم أمانة في أعناقنا وهم مستقبل الأوطان.