الثورة – هفاف ميهوب:
أمام فجيعة الرحيل التي باتت تداهمنا كلّ لحظة، وبغفلةٍ منّا أو دون غفلة.. أمام هذه الفجيعة التي أفقدتنا بالأمس، زميلاً ومبدعاً وإنساناً، هو الإعلامي والقاص والروائي “سهيل الذيب”، لا نملك إلا الصمتً والترحّم على من غادرنا جسداً، دون أن تغادرنا كلماته، خصاله أحلامه، ابتسامته، والحكايا التي كانت تتوالى بيننا، كلّما اجتمعنا وبدأنا نتجاذب أطراف الهموم، وتداعيات الحياة على الإنسان والمبدع الغارق بهمومه ومعاناته..
أنقولُ وداعاً؟!.. لا لن نقول..
لن نقول، ولن ندع الغياب يُلقي سواد الحزن على ذكرياتنا، حيث جلساتنا مسكونة بالأحاديث التي ما أقل ما ابتسمتْ، وما أكثر ماذرفتْ شكواها من خيباتنا ولا جدوى أحلامنا وأمنياتنا..
خيباتنا بالحياة، بالأصدقاء، بالأحبة، وبكلّ ما جعل منك كاتباً، يبحث عن حياة لاتشبه إلا تلك التي تسكنه ولا يسكنها.. حياة مليئة بالحب، بالصدق، بالنقاء، بالوفاء، بالودّ والألفة والسلام، وبالابتسامة التي كانت تنبع من روحك، غير عابئة بأوجاعِ جسدك وفكرك وقلمك.
صفعت “الزناة” بقسوةٍ رغم طيبتك، لأنهم أنجس من يعيشون بيننا، وينشرون الجهل والظلم والفساد والخيانة والعمالة، وغير ذلك مما وصفهم به قلمك، وممن اعتبرتهم وباء حياةٍ، تمنّيتها تُشفى منهم، فقتلتك ولم تحقّق أمنيتك.
لن أقول وداعاً أيها المبدع..
لن أقول وداعاً أيها الإنسان..
لن أقول وداعاً أيها الطيّب..
لن أقول وداعاً، لأنك لا زلت بيننا وتكتبنا، تبتسم كلّما قدمتَ جديداً، أو صافحتَ يداً، أو حتى نثرتَ ورد مفرداتك بيننا، ففاح عطر ذكراك الباقية فينا أبدا..
لن أقول وداعاً، بل سأقول: لروحك السكينة التي بحثتَ عنها، والسلام الذي ترجّيته يحيا فينا وحولنا… لروحك السلام.. لروحك السلام..
السابق