في ندوة بأبو رمانة.. حين تنهض الثقافة يحلق الإعلام

الثورة – فاتن دعبول:
يكثر الحديث عن أهمية الثقافة ودور الإعلام في إيصال رسائلها إلى المتلقي وجمهور المجتمع جميعه، ولكن هل ثقافتنا بخير وكيف السبيل للنهوض بها ليكون واقع الإعلام الثقافي بخير؟
حول واقع الإعلام الثقافي وسبل التطوير كانت الندوة التي أقيمت في مركز ثقافي” أبو رمانة ” التي قدم لها مدير المركز عمار بقلة بالقول:
إن مانشهده اليوم من ثورة في المعلومات وتنوع في وسائل الاتصال يتطلب إعلاما ثقافيا جادا يستطيع أن يواكب تطورات العصر ويكون له التأثير الفاعل في فكر المجتمع لتعزيز حب الوطن وتكريس الانتماء وخصوصا في ظل ما نشهده من غزو ثقافي معاد.
وأضاف: لاشك أن العلاقة بين الثقافة والإعلام هي علاقة تفاعلية ولكن هل تلعب وسائل الإعلام دورا حاسما  في المجال الثقافي باعتبارها الناقل الأساس للثقافة؟
التنسيق بين الثقافة والإعلام أولا:
يرى الإعلامي سامر الببيلي أن وسائل الإعلام لم تقصر في متابعة الأنشطة الثقافية وكل مجريات الأحداث ومناحي الحياة، وقد أفردت الصحف أعمدة ومقالات وصفحات لتسليط الضوء على الفعاليات الثقافية وأنشطتها من معارض وفنون ومسرح وسينما، ولم يقتصر الدور على الصحف بل امتد اهتمام الإعلام إلى الإذاعة والتلفزيون وكان هناك مراسلون ومعدون اختصاصيون بالشأن الثقافي وعلى المحطات جميعها وبرز العديد من أسماء الإعلاميين الذين أصبح لهم شأن البرامج الثقافية والمتابعات والإعداد.
وبدوره أوضح أنه من الأهمية بمكان التنسيق الدائم والتعاون بين مؤسسات الثقافة والإعلام لتكون الثمار أكثر نضوجا والوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور لاطلاعهم على العمل الثقافي، وعندما توضع رؤية مشتركة مدروسة ومنظمة بالتأكيد ستؤثر على الرأي العام بالاتجاه الصحيح والبعيد عن فكر التطرف والإرهاب ونشر ثقافة التسامح والعيش المشترك.
هذا إلى جانب إنشاء جيل واع لقضايا بلده ولا يكون فريسة سهلة للإعلام المعادي الذي يتبع أساليب خبيثة في دس الفرقة والتنابذ بين أبناء الوطن الواحد.
ويخلص إلى أهمية المتابعة الإعلامية ولاخوف من التقصير الإعلامي إذا زاد حجم الغنى الثقافي دون الوقوع في فخ الجهد الضائع.
ارتباط وثيق:
ويتحدث  إبراهيم سعيد عن أهمية وسائل الإعلام والاتصال كونها تلعب دورا حاسما في المجال الثقافي باعتبارها الناقل الأساسي للثقافة، ولها دور تثقيفي فاعل وخصوصا في المرحلة الحالية وهذا يتطلب بالطبع التأكيد على تعريف الفرد بالثقافة المحلية عن طريق إبراز التراث الحضاري والعادات والتقاليد في مختلف أنحاء الوطن والتي تعكس ثراء الهوية في سورية، ومن ثم تعزيز مفهوم المواطنة والعمل على الإنتاج الوثائقي للثقافة عبر عرض تاريخ الحضارة.
ولا يمكن تجاهل دور الإعلام الثقافي في تحقيق التبادل الثقافي على المستوى الدولي وتشجيع الحوار وتبادل المعارف مع الآخر،
هذا إلى جانب ظهور جمهور ثقافي يتميز بقدر كبير من الفاعلية الفكرية والمعرفة الاجتماعية، والإعلام لم يتردد في الوصول إليه.
ولفت بدوره إلى  أن التطور الحاصل على المستوى الاجتماعي وظهور مصطلح الجماهير والإعلام الجماهيري غير من معايير الثقافة التي لم تعد حبيسة الكتب والإبداعات الراقية بظهور أشكال جديدة مثل الفيلم والدراما وغيرها.
الخروج من الحصون العاجية:
ويرى الإعلامي وديع الشماس الذي أدار الندوة أن الإعلام والثقافة تجمعهما علاقة بنيوية وثيقة ترتكز على النشاط الاقتصادي الذي هو جوهر العملية الإعلامية ورافد هام من روافد الثقافة، وهما أهم أوجه النشاط البشري.
وبين أن الإعلام الثقافي وسيلة من وسائل التعبير عن الهوية ووسيلة للحفاظ عليها، لأن الإعلام الثقافي يلتزم بالمقومات الثقافية ويسعى لترسيخ مبادىء الهوية الوطنية.
ونوه بدوره أن الخطاب الإعلامي محكوم بمدى استحابة الجمهور ومقدرته على استيعاب المعاني المرسلة، وعلى الإعلامي اختيار ثروة دلالية وفقا لصورة الجمهور المقصود بالمادة الإعلامية.
ويفرق الشماس بين الثقافة المادية ويعني بها كل الوسائل الثقافية التي تشكل وجها مميزا للمجتمع، وثقافة غير مادية وهو كل شيء غير محسوس كالعادات والتقاليد والمورثات الثقافية والاجتماعية، التربية والأعمال الأدبية.
ويرى أن  خصائص الثقافة يمكن جمعها بالصفات التالية” ثقافة إنسانية، لها صفة الاكتساب، قابليتها للتطور ولها خاصية اجتماعية ”
والثقافة اليوم تواجه تحديات جسام، ولهذا مسؤولية المثقف العربي اليوم على جانب كبير من الأهمية بعد تحول العالم إلى قرية صغيرة ليس من السهل أن يعزل المرء نفسه وليس من المفروض أن يمحي شخصيته فيه.
تخلل الندوة نقاش تبادل خلاله جمهور الحضور والمشاركون بالندوة الآراء ما أغنى الندوة عبر طرح العديد من الأفكار، عسى تحرك الراكد وتثمر في عالمي الثقافة والإعلام.

آخر الأخبار
40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد دمشق منفتحة على التعاون مع "الطاقة الذرية" والوكالة مستعدة لتعاون نووي سلمي حركة تسوق نشطة في أسواق السويداء وانخفاض بأسعار السلع معوقات تواجه الواقع التربوي والتعليمي في السلمية وريفها افتتاح مخبز الكرامة 2 باللاذقية بطاقة إنتاجية تصل لعشرة أطنان يومياً قوانين التغيير.. هل تعزز جودة الحياة بالرضا والاستقرار..؟ المنتجات منتهية الصلاحية تحت المجهر... والمطالبة برقابة صارمة على الواردات الصين تدخل الاستثمار الصناعي في سوريا عبر عدرا وحسياء منغصات تعكر فرحة الأطفال والأهل بالعيد تسويق 564 طن قمح في درعا أردوغان: ستنعم سوريا بالسلام الدائم بدعم من الدول الشقيقة تعزيز معرفة ومهارات ٤٠٠ جامعي بالأمن السيبراني ضيافة العيد خجولة.. تجاوزات تشهدها الأسواق.. وحلويات البسطات أكثر رأفة عيد الأضحى في فرنسا.. عيد النصر السوري قراءة حقوقية في التدخل الإسرائيلي في سوريا ما بعد الأسد ومسؤولية الحكومة الانتقالية "الثورة" تشارك "حماية المستهلك" في جولة على أسواق دمشق مخالفات سعرية وحركة بيع خفيفة  تسوق محدود عشية العيد بحلب.. إقبال على الضيافة وتراجع في الألبسة منع الدراجات النارية بحلب.. يثير جدلاً بين مؤيد ومعارض!