الثورة – عمار النعمة:
من يعرف سهيل الذيب عن قرب يدرك تماما أنه شخصية أدبية مرهفة الحس، تتمتع كتاباته بالعذوبة والجمال، فهو الذي كتب عن هموم الوطن والناس فوصل إلى قلوب الكثيرين بدون استئذان.
اليوم يرحل الكاتب سهيل الذيب عن عالمنا ليترك أثراً حزيناً في المشهد الثقافي عموما وعند أصدقائه خصوصاً .
ولد الذيب في قرية “صما الغربية” التابعة لمحافظة “السويداء” عام 1954، تعلم في مدرسة القرية الوحيدة وانتقل في الإعدادية والثانوية إلى “السويداء” ومن ثم إلى “دمشق” وجامعتها حيث تخرج من قسم اللغة العربية، عمل معلماً وكيلاً ومدرساً مساعداً ثم توظف، ثم عمل مدققاً لغوياً في جريدة “تشرين” وانتقل إلى قسمها الثقافي ليسافر إلى “أمريكا” ويعمل فيها ويكتب المقالات الأدبية الساخرة في صحيفتي “الأخبار” و”بيروت تامز” .
في عام ٢٠١٤ تقاعد عن العمل الوظيفي وظل مواظبا على الكتابة في هيئة تحرير “الأسبوع الأدبي” الصادرة عن “اتحاد الكتاب العرب” .
كتاباته التي اعتاد القراء على متابعتها كانت جذابة وحين كتب قصصه التي تحدثت عن الحرب الظالمة على سورية أثبت أن الكاتب ابن الحياة والواقع .
رحل الأديب سهيل الذيب وقصصه ورواياته مازالت حاضرة بيننا وربما من الإنصاف بمكان أن نتحدث هنا عن روايته امرأة متمردة التي تحدث من خلالها عن المرأة السورية حيث قدمها بحرفية عالية وبسرد منطقي شخصية حرة وذات فكر وإرادة وقرار تواجه واقعها وظروفها، حيث كانت صحفية قوية الشخصية تقف في مواجهة رئيس تحرير الموقع الذي تعمل فيه والذي تبين فيما بعد أنه كان عميلا لصالح التنظيمات الإرهابية.
نودعك اليوم وفي القلب غصة وقد سبقك الكثيرين لكن ما يعزينا أن مثل هؤلاء كتبوا بحروف من ذهب قصصا وروايات وقصائد شعرية ستبقى شاهدة على مرحلة مهمة من الإبداع السوري .
رحمك الله فستبقى في قلوبنا لأنك أسهمت في الارتقاء بالأدب وعمقت دلالته وشدة تأثيره في المتلقي … رحمك الله فأنت الذي وصفت الواقع بالرؤى والصور الباهرة ورصدت معاناة الناس بكل هيئاتهم وأشكالهم، أما الوطن في كل مكوناته كان وما يزال حتى اللحظة الأخيرة غايتك الأولى و الأخيرة.