شاركت سورية في حفل السفارة الصينية بمناسبة الذكرى الـ74 لـتأسيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة، ممثلة بمختلف فعالياتها السياسية والحزبية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، تقديراً لمواقف الصين العظيمة إلى جانب سورية، فقد استخدمت الصين مع روسيا الصديقة عشر مرات حق النقض (الفيتو) لتعطيل مشروعات القرار التي حاول الغرب والولايات المتحدة الأميركية تمريرها في مجلس الأمن لإيذاء سورية وزيادة الضغوط السياسية والاقتصادية على سورية شعباً وجيشاً ودولة وقيادة، إلا أن الصين وروسيا الصديقتين كانتا لهم بالمرصاد في مجلس الأمن .
وكانت الصين من أوائل من وقف إلى جانب سورية منذ بداية الحرب الإرهابية ضدها، وكانت من أوائل من قدم المساعدات إلى الشعب السوري من دون طلب مسبق وخاصة بعد كارثة الزلزال، بل التزمت بمسؤوليتها الإنسانية تجاه الشعب السوري وتجاه شعوب العالم التي أصيبت بكوارث إنسانية وطبيعية، حيث وقفت الصين إلى جانب دول وشعوب العالم خلال أزمة كورونا، رغم أنها تضررت كثيراً نتيجة تلك الأزمة، لكن لم يمنعها أن تقوم بمسؤوليتها الإنسانية تجاه العالم، فلماذا لا نشاركها بإحياء مناسباتها الوطنية ونعرب عن التقدير لمواقفها التضامنية مع سورية؟.
لقد صدّرت الصين مواقف بطولية وإنسانية وأعطت البشرية مشروعات للتنمية والتطوير والتقدم الإنساني مثل مبادرة(الحزام والطريق)، التي وجدت كل ترحيب من قبل الدول والشعوب، على خلاف قوى أخرى مثل الولايات المتحدة والغرب التي جاءت بمخططات استعمارية وتدميرية للهيمنة ونهب ثروات الشعوب ليس في منطقتنا فحسب بل في كل بقاع العالم.
عينة واحدة تحصي قيمة الأضرار اللاحقة بقطاع النفط والثروة المعدنية السوري جراء أعمال العدوان والنهب والتخريب التي ارتكبتها قوات الاحتلال الأميركي وأدواتها الإرهابية، بلغت – وفق بيان وزارة الخارجية والمغتربين بالأمس – ما مجمله 115.2 مليار دولار أميركي، وذلك في الفترة من عام 2011 حتى نهاية النصف الأول من عام 2023.
هذه إحدى الأمثلة على جرائم الاحتلال الأميركي في أحد القطاعات المهمة في سورية، فكيف تكون نتائج الجرائم الأميركية والغربية في عموم القطاعات بسورية أو في المنطقة والعالم، النتائج كارثية، فإلى متى ستبقى هذه الهمجية الأميركية والغربية؟، التي أصبحت مكروهة في كل بقاع العالم من أميركا اللاتينية إلى أفريقيا إلى آسيا حتى الشعوب في أوروبا وفي الولايات المتحدة أضحت تضيق ذرعاً بممارسات قياداتها السياسية ومخططاتها العدوانية التي زادت من كراهية الشعوب والدول لها، وهو ما برز واضحاً ما حصل في غرب أفريقيا.
في حين تتسع دائرة الترحيب الدولي بالصين وروسيا اللتين تعملان على تعزيز علاقات التعاون والتنمية ومنع التدخل في الشؤون الداخلية وتعزيز عالم متعدد قائم على المساواة والتعاون في العلاقات الدولية ومن أشكال الهيمنة والسيطرة التي عملت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون على ترسيخها في العالم.
لذلك فإن فرحة الأصدقاء الصينيين بذكرى تأسيس جمهوريتهم بعد السجل الحافل من الإنجازات السياسية والاقتصادية والتقنية والثقافية والاجتماعية ليست فرحة خاصة بهم بل فرحة دولية لشعوب العالم ليقينها أنها كسبت حليفاً كبيراً وصديقاً ينتصر لقضاياها العادلة.