الثورة _ رفاه الدروبي:
القاسم المشترك بين لوحات التشكيلي أسامة هابيل «24 عملاً فنياً» إنجازها بتقنية الطباعة المعدنية عندما كان في دمشق بين عامي 2009-2011 ضمها معرض close up، «عن قرب»، وانتقيت الأعمال عبر الشابكة من قبل التشكيلي أحمد الروماني وشقيقه وإدارة صالة جوليا آرت حيث عُلِّقت على جدران صالتها في السبع بحرات.
وأشار بأنَّ أغلب مشاهد اللوحات عبارة عن دراسات تُعبِّر عن تجاربه الشخصية التي كان يعمل بها في مرحلة البحث في رسالة الماجستير داخل كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام 2013، كانت ذات خصوصية بالذاكرة ركَّز من خلالها على استكشاف تقنيات الحفر على المعدن وتفاعله مع مواد متنوعة مثل الورق والنحاس، إضافة إلى الأحبار والأدوات المستخدمة في الحفر.
وأردف الدكتور هابيل: إنَّ التركيز كبير على الخط وعلاقته باللونين الأبيض والأسود إلى جانب الكتلة والفراغ لإعطاء توازنٍ في اللوحات، فطرق باب المدرستين التجريدية والتعبيرية دون طرح الموضوع بشكل مباشر كما اعتاد عليه كالأنسنة والطبيعة المحتوية مفردات كثيرة مثل الشجرة والجدران وبقايا أشياء، لكنَّه اشتغل عن طريق الخطوط ليستطيع المُتلقِّي استيعاب التشكيل، مُشيراً إلى أنَّه ركزَّ اهتمامه الكامل على موضوعات لوحاته في تلك الفترة فكشف عن جمالية الطبيعة للمادة دون الحاجة لتزيينها أو تأطيرها، وأولى كلَّ خطوة في عملية الإبداع اهتماماً خاصاً، مُراقباً كيفية تغييرها وتحوّلها خلال العملية، ما ظهر بوضوح ضمن فن الحفر حيث سعى لتوثيق مراحل العمل كافةً.
التشكيلي أسامة كان دائم البحث عن المواد المُعزِّزة للتكوين البصري في أعماله، فتوصَّل في أغلب النتائج إلى مشاهد ناقصة أو جزء من مشهد محفور في الذاكرة، سواء أكانت تُمثِّل الطبيعة، أم المدينة أم حتى الأشياء بعينها من نبات أو جماد؛ ولكنَّ التأمُّل في العمق يكشف الأعمال ذاتها على هويتها الحقيقيَّة، أو كجزء من صورة أو تفصيل أكبر منها على غرار تكبير جزء من صورة الحائط أو قصّ بعض منها يبدو مناسباً أو مكتملاً بالنسبة لنا.
السابق