كما كل بداية عام دراسي جديد، وحتى مع مرور فترة من البداية تبقى مشكلات وصعوبات العام الجديد في الكثير جداً من المدارس في محافظات مختلفة، تشكل السمة الأبرز في الأحاديث اليومية في الأسرة والمجتمع، وفي اجتماعات الجهات المعنية المختصة بمعالجة تلك الصعوبات، أو حتى رصد الأسباب الجوهرية التي فاقمت من حدوثها.
ففي الوقت الذي يجب أن تنجز فيه مديريات التربية جميع الجوانب المتعلقة ببدء الدراسة منذ اليوم الأول للمدارس، وذلك من ضروريات التحضيرات المفروضة قبل افتتاح المدارس، بما في ذلك إنجاز مواضيع التشكيلات والتنقلات، ونقل مركز الخدمة وتسجيل الطلاب وفق الشروط المحددة، وتأمين الكتب المدرسية المناسبة لجميع المراحل الدراسية، مع تأمين الكوادر التعليمية والتدريسية للصفوف كافة.
وتبدو مشكلة تأخير استلام الكتب المدرسية، والكتب القديمة والمهترئة بشكل كبير من أبرز المشكلات التي تواجه العديد من المدارس، هذا عدا عن موضوع نقص الكوادر التدريسية وحتى لصفوف الشهادات العامة للعديد من المواد الدراسية، وعدم توفير المستلزمات المناسبة للبنى التحتية للمدارس ولو بأبسط أشكالها، لاسيما منها المدارس التي أعيدت للخدمة مجدداً.
والمثير لكثير من التساؤلات في موضوع تأخر تسليم الكتب المدرسية في مدارس كثيرة، وحتى بما يتعلق بتسليم كتب قديمة للتلاميذ غير قابلة للاستخدام أبداً، لاسيما للصفوف الأولى من التعليم الأساسي وما تسببه هكذا كتب من نفور وصعوبة في الدراسة والحل.
فهناك توافر للكتب الجديدة بجميع أشكالها في المكتبات الخاصة، في الوقت التي تعاني فيه المدارس من مشكلة الكتب المدرسية وقدمها، ومع تفاقم المشكلة يلجأ كثيرون ممن تسمح لهم إمكانياتهم بشراء الكتب الجديدة، في حين يبقى كثيرون مرهونون بمشاكل استخدام الكتب المهترئة مع ما يسببه ذلك من صعوبة في مزيد من تلف هذه الكتب.
فأين هي الجهات المعنية من معالجة مشاكل تنتظر الحل؟.. وأين هي الجولات الميدانية في المدارس من قبل الكوادر والموجهين وغيرهم؟ والاطلاع على واقع العملية التربوية والتعليمية ومعالجة معوقات الدراسة بأي شكل من أشكالها، كتطبيق عملي لما يطلق من تأكيدات على استقرار الدراسة والالتزام بالخطط الدرسية التي صدرت بهذا الشأن.