يجهل كثير من الآباء أهمية رياض الأطفال، وغالباً ما يبحثون عن الأرخص سعراً والأقرب إلى بيوتهم بسبب ضغوطات حياتية وغلاء معيشي قاهر، وما يهمهم هو أن يقضي طفلهم بضع ساعات من النهار دون أن يتفقدوا مؤهلات المعلمة أو المربية وهدف الروضة التي يتواجد طفلهم فيها ومناهجها وبرامجها وأنشطتها.
يلجأ اليوم الآباء إلى رياض الأطفال المنزلية التي تنتشر بكثرة ولاسيما في الحارات، وأصبحت مهنة كثير من ربات البيوت، حيث تخصص غرفة أو أكثر من البيت لاستقبال الأطفال بعد تزويدها بالقليل من المستلزمات التعليمية وذلك لتهيئتهم دخول المدرسة.
المراقب للعملية التعليمية والتربويةفي هذه الرياض أو المستمع لبعض الأغاني التي ترددها المربية والأطفال بهدف المتعة وليس الاستفادة منها في المواقف الحياتية، والسعي نحو تكوين اللغة الفصحى المبسطة عند الأطفال وتنمية الجانب اللغوي والحس الموسيقي.
من يبحر بأهمية السنوات السبع الأولى من العمر، يدرك خطورة مرحلة رياض الأطفال ولاسيما عندما تفتفر لبيئة تربوية وتعليمية ولايمتلك القائمون عليها خبرة باهتمامات وحاجات الأطفال حيث لا تستطيع الأسرة تأمين جميع احتياجات الطفل من ألعاب ووسائل تعليمية ورحلات، ومن رعاية وتوجيه بسبب نقص إمكاناتها المادية والمعنوية، وهذا ما يلقي مسؤولية مزدوجة على الروضة.
يؤكد خبراء التربية وعلم النفس أن ما ينجز قبل سن الخامسة يشكل ٩٥% من العملية التربوية برمتها وأن ٥٠%من ذكاء الفرد يحصل في هذه المرحلة وهي المرحلة الذهبية لاكتساب العادات والخبرات التي تعبر عن رقي المجتمع، وهي مرحلة حاسمة في تكوين شخصية الإنسان فعليها ترتكز فرص نجاحه المستقبلي.