السوريون يرفضون كل أشكال الفوضى الهدامة التي تريد واشنطن تعميمها في بلدهم وفي المنطقة، ويلفظون كل ما يقوم به البعض في محافظة السويداء ممن امتطوا “بردعة” الأوضاع المعيشية ظاهراً، لينفذوا مخططات مشغلهم الأميركي التي باتت علاماتها بارزة أكثر اليوم ولا تحتاج إلى شواهد إثبات، وما يجري في الجزيرة من دعم لـ “قسد” الانفصالية خير دليل.
هؤلاء يريدون العودة بسورية إلى المربع الأول الذي أعلنت أميركا نفسها وكيانها الإسرائيلي فشلهما في تمريره رغم الأموال الهائلة التي رصدت لتمريره والتي قدرت بنحو 2000 مليار دولار حسب ما صرح به من كان يقود غرف العمليات السوداء في الأردن وتركيا.. إضافة إلى ضخ مئات آلاف الإرهابيين من كل أصقاع الأرض وتزويدهم بالسلاح مدعومين من 90 دولة و800 وسيلة إعلامية.
أميركا ومن معها لم يستوعبوا حتى الآن كيف استطاعت سورية إفشال هذا المخطط رغم كل هذه الإمكانيات التي جندت من أجله.
من هنا راحت أميركا وحليفتها إسرائيل ومن معهما من دول التآمر الأوروبي بالانتقال من خطة إلى أخرى من أجل تمرير هذا المشروع الخبيث الذي لا يستهدف سورية فقط، بل دول المنطقة كافة حرصاً على الاحتفاظ بتفوقها عالمياً والحفاظ على أمن الكيان الإسرائيلي.
تصريحات الرئيس الأميركي السابق عن خطط أميركا وأهدافها من تدمير سورية لا تحتاج إلى تحليل.. وقبله تصريحات مشابهة تؤكد أن أميركا هي من خلقت تنظيم داعش وتنظيمات أخرى انفصالية.
من يتابع ويقرأ المشهد جيداً يدرك أن المشروع الأميركي يهدف إلى تقسيم سورية وفصل سورية عن العراق من خلال قاعدتها غير الشرعية في منطقة التنف وصولاً إلى تأمين واستمرارية سرقتها للنفط السوري والذي يقدر بأكثر من 150ألف برميل يومياً.
سنوات عشر وأميركا تسرق النفط السوري بالتوازي مع تدمير البنى التحتية وممارسة الحصار الاقتصادي الخانق على الشعب السوري وحرمانه من أدنى مقومات الحياة ليشكل ضغطاً على الحكومة السورية.
واليوم والسوريون جميعاً وأهلنا في السويداء يدركون هذه الحقيقة وهم الوطنيون الذين يستندون إلى إرث سلطان باشا الأطرش وشهداء المقاومة، وهذا لا يعني أن قلة من المرتبطين بالخارج يمثلون أحداً ممن زجوا أنفسهم في مشروع أميركي صهيوني معالمه واضحة للنيل من سورية.
وسورية رغم جراحها ستفشل هذا المشروع كما أفشلت أخطر منه.. والتعويل دائماً على جيشها وشعبها وقيادتها وعلى كل العقلاء الذين يفخرون بالإرث النضالي والوطني الذي يحاول بعض الجهلة تلويثه.