الملحق الثقافي- ليزا خضر:
ما تحرّكتُ إلا ودمٌ سال
فخنّاقي في عقدة الحياة
تشظّيتُ وإذ إنانا تلبس وجه القمر
وعن بلادي تنزع الضماد
لفّت جراحي بأكياس النايلون
التي غدت حقائبَ للصغار
وعن الصوت انقشع الضباب
لا تسرقي مناديلي
صرخت الجروح في قلب البلاد
من مروج الريف الفقير تأتي
من الآبار تأتي
من الأشعار نسمعها
من خواء البطون توجعنا
على مهلٍ
مع المطر ينقّط إيابُ الآلهة
ويداي في الأغلال تنقّطان
على مهلٍ
يبتلّ الأصيل بالسواد
والطريق بالسواد
يا لهذا الزمن البخيل
ماذا تقول أحلامُ الناس؟
وجثث الهوية الملقاة أمام النوافذ
تكتم أنفاس المغنّي
ماذا يقول أبٌ يدفع يومه إلى الأمام ؟
وعينا طفله تبحثان عن رغيف!
أراه من سجني
هذا العالم المترنّح
على مهلٍ يقترب
نحو آلهةٍ قديمة
ترتجف السلاسل إذ أدفع الخيال إلى الأمام
تسّاقط المناديل عن أجنحة العقيدة
والزيتون يسترجع أخضره
تولد عشتار
لا تقتلونا ..
لملِموا الدموع َمن فهارس الدفتر
لملمِوا الألوان الميتة من رؤوس الأقلام
وهبَتْ عشتارُ صولجان َالسماء وساماً للصبر
وعلى مهلٍ سار فوق انتظارنا
نحن نكتب بلاغاً بلا صوت
وشعراً حديثاً
ونحضّر الحقائب
ثم نمضي إلى حتفنا
لا جسرَ يوصلنا إلينا
ولا مطارَ يعيدنا إلى فصاحتنا
ولا عنوانَ يدلّ إلى حقّنا المسجون في التهم
وفي ليلةٍ ماطرة
لا مظلّاتِ تقي أوطاننا
نسيت ُالحزنَ فوق جروحي
نسيت يديّ
نسيتُ أن أقلّم أظفار الريح فتمسكني
نسيت أن أصرخ لك
رأيت على البحر نورساً
وكان الموج يحجب الغروب
ومن لعنة العواطف
نسيت أن الطريق إلى البحر يجرح
يجرحني الماء
وبكاء الناس يجرحني
ورائحة البرّ المشرّد
رائحة القهوة تجرحني
والحب يجرحني
أيتها الآلهة أعيدي الشمس إلى أمها
أعيديني إلى أم طفولتي
قبل أن ترشح ألوان روحي
في عقدة الحياة.
العدد 1160 – 19-9-2023