بين دمشق وبكين تاريخ تليد من تعاون وعلاقات متجذرة في عمق الصداقة والوفاء، فالجسورالتي تربط البلدين متينة وممتدة في كل طرقات السياسة والاقتصاد ومتفرعة لحقول التعاون الثقافي والعلمي.
فللصين وقفاتها المشرفة مع الشعب السوري بالمحافل الدولية وتصديها للمؤامرات الغربية الرامية لشرعنة البلطجة وتسويغ العدوان على الدولة السورية، وللصين أياد بيضاء في عون ومساهمات إنسانية بلسمة جراحات السوريين النازفة بفعل الإرهاب والحصار الأميركي الغربي الجائر.
مرحلة جديدة من العلاقات التاريخية المتأصلة والراسخة بين سورية والصين تكرسها زيارة السيد الرئيس بشار الأسد التي تأتي في مواعيد التأكيد على وحدة المواقف وتلاقي الرؤى وتلازم المسارات وعمق التحالفات وقوة الاصطفافات على ضفة الحقوق المشروعة للدول في صون أمنها الاستراتيجي ووحدة أراضيها وثباتها في مواجهة فائض العربدة الأميركية.
فما سيعكسه لقاء القمة السورية الصينية التاريخي بمواقيته الحالية وسط المتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة والمفصلية من معان، وما تنطوي عليه من معطيات وما تجسده من تلازم مسارات ومتانة تحالفات وتعاون وتنسيق في مجالات شتى تجمع دمشق وبكين وتؤكد أنها حدث بالغ الأهمية في ظروف استثنائية تشهدها المنطقة والعالم يشتد فيها العصف الأميركي لمنع تكريس التعددية القطبية.
المسافة بين دمشق وبكين يختصرها تاريخ من علاقات صادقة أثمرت وفاءً ومواقف واضحة لم تتبدل ولم تتغير لحلفاء يناصرون الحقوق المشروعة باقتلاع أشواك الإرهاب والمضي قدماً لفضاءات يحققها خروج القوات المحتلة وبسط السيادة السورية على كامل الجغرافيا الوطنية الموحدة واستعادة الثروات المنهوبة أميركياً وضمان الأمن الاستراتيجي الصيني والتأكيد على مبدأ صين واحدة ورفض النزعات الانفصالية لتايوان.
إذاً ثمة إرهاصات لمرحلة إقليمية ودولية بدأت ملامحها تتجسد بوضوح تضبط فيها سورية بقيادة الرئيس الأسد باقتدار وصوابية رؤى واستراتيجية ومسؤولية وطنية وقومية إيقاع المرحلة وتثبت فيها سورية موقعها الريادي وثقلها المحوري في عالم متعدد الأقطاب بات يتجسد بوضوح وتتبلور معطياته ولو كرهت أميركا تشكل الصين فيه أهم أعمدته السياسية والاقتصادية ولسورية مكانتها النوعية السامية ودورها الإقليمي الريادي الأصيل وموقعها الجيوسياسي المهم في المنطقة ما جعلها جوهرة طريق الحرير وأهم أسس مبادرة الحزام والطريق.