عبد العزيز الشيباني:
إعمار ما هدمته الحرب الظالمة على بلدنا يتصدر اهتمام السوريين جميعا بعد سنوات طويلة من المعاناة التي لن تنتهي إلا بالإعمار وأيضاً بإعمار القلوب بالإيمان بمستقبل واعد وبالمحبة والتفاؤل على قاعدة: أخي السوري بيدك ويدي بمحبتك ومحبتي نعيد للوطن الحياة الكريمة.
هذه المقدمة وما سيليها تتأثر بزيارة السيد الرئيس إلى الصين الشعبية، وكوني الحريص دوما على إيجاد مساحة للتفاؤل أجد نفسي اليوم على عتبة جديدة تعزز تفاؤلي بما يمكنني من القول:غدنا أفضل
وما تقدم يعني أننا في خطوة “براغماتية” نحو التحرك شرقاً وتحديداً في الظروف الحالية ورغم أن روسيا صديق يعتمد عليه وليس من عادة السوريين نكران الجميل، لكن هذا لا يمنع من توسيع مروحة علاقاتنا مع العالم والصين رقم صعب وكبير على المستوى العالمي، وثمة علاقات ممتدة عبر مئات السنين، وليس أدل من طريق الحرير التاريخي الممتد من هذه الدولة إلى أوروبا والعالم عبر هذا الطريق الذي يتوسط سورية من شرقها إلى بحرها المتوسط مرفأ زنوبيا جنوب جبلة بعدة كيلومترات المجاور لتل سوكاس الأثري قادماً من الجبال الشرقية عبر طريق لا تزال شواهده قائمة حتى اليوم.
إذن العلاقة تاريخية وذات مصالح بين الطرفين، وبالتأكيد إن مصالح اليوم والمستقبل هي أهم وأكبر من مصالح التاريخ.
كلا العلاقتين مع روسيا والصين تسهمان في البناء عليهما من اجل المستقبل ومقتضياته، وعلى رأس ذلك المصالح المتبادلة وفي شتى الميادين، وطالما أن الاقتصاد بشكل عام يتصدر أولويات الدول فمن الضروري الاتكاء على التاريخ لتأسيس علاقات بينية تعكس فوائد على الجميع.
الصين الشعبية قوة كبيرة جدا في ميادين متعددة ومصالحها على رأس أولوياتها، وهكذا تفعل كل دول العالم التي تبحث عن موقع لها في الظروف العادية فكيف إذا كانت الأوضاع استثنائية.
والرئيس الأسد أول رئيس طرح فكرة تشبيك المصالح مع دول العالم وتحديدا ما يخص منطقتنا وجوارها وعلاقاتها التاريخية، واليوم شكلت زيارته إلى الصين زيارة تاريخية في كل تفاصيلها واستراتيجية في نتائجها ومهمة جدا عندما نرى مرتسماتها على أرض الواقع، ونتائجها بكل أبعادها ستنعكس على سورية والمنطقة وبالتأكيد ستكون مفيدة جدا للأصدقاء الصينيين.