تشكل زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى الصين حدثاً مهماً بكل ما يحمله من تفسيرات سياسية واقتصادية، فهي أي الزيارة تمثل “قفزة جديدة” في تاريخ العلاقات بين سورية والصين ولاسيما أن السنوات الأخيرة قد شهدت تطورات كثيرة،حيث إن الوضع الدولي تغير بشكل كبير وأصبح للصين دور بارز على مختلف المستويات.
العلاقات بين البلدين تطورت تطوراً كبيراً لتأتي هذه الزيارة وكما قلنا بما تحمله من تفسيرات من قبل المتابعين فهي ستكون قفزة جديدة في تاريخ العلاقات، سواء من خلال الدعم الذي تقدمه الصين لسورية، أم الدعم الذي تقدمه سورية للصين، من خلال إيمانها بصين واحدة، ودعمها لكل المبادرات التي تقدم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال السنوات الماضية.
وإذا ما حاولنا قراءة تاريخ العلاقات الصينية السورية، فالصين تقوم بدور كبير لصالح البشرية، وتقدمت بالكثير من المبادرات في هذا المجال، لم تكن أولها مبادرة الحزام والطريق، وإنما كانت هناك مبادرات تتعلق بالأمن الدولي والحضارة الإنسانية، وبالنمو الاقتصادي.
نعود لنقول إن هذه الزيارة مهمة بتوقيتها وظروفها حيث يتشكل اليوم عالم متعدد الأقطاب سوف يعيد للعالم التوازن والاستقرار، ومن واجبنا جميعاً التقاط هذه اللحظة من أجل مستقبل مشرق وواعد لأبناء شعبنا الذين أنهكتهم الحرب الظالمة والحصار الاقتصادي الذي يفتقد لكل معايير الإنسانية.
إن لقاءات الرئيسن ستؤسس لتعاون استراتيجي واسع النطاق وطويل الأمد في مختلف المجالات، ليكون جسراً إضافياً للتعاون يتكامل مع الجسور العديدة التي بنتها.
ان إعلان إقامة علاقات الشراكة الإستراتيجية هو يوم “تاريخي للعلاقات الصينية السورية” كما وصفه السفير الصيني بدمشق لأنه “سيساهم في التصميم والتخطيط الاستراتيجي على أعلى مستوى للتبادلات والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات إضافة إلى تعزيز الصداقة التقليدية الصينية السورية بشكل عام فنحن نعتمد على الصين ودورها، وقد نجحت لأنها تتبع سياسة مستقلة وسياسة محايدة، وهي تتمتع بثقة كل الأطراف.
نعود لنقول قد لا تشكل سورية بالمفهوم التجاري سوقاً كبيراً لعملاق اقتصادي مثل الصين، لكنها بكل تأكيد تحتل موقعاً استراتيجياً مهماً في مشاريع الصين الدولية، سواء ما يتعلق منها بمبادرة التنمية العالمية (الحزام والطريق) أم الأمن العالمي ومبادرة الحضارة.