لم يكن رهان العالم المتحضر على القوة الغاشمة والحضارة هنا بمعناها الثقافي والإنساني والقيم لا المعنى الظالم من حيث القوة الباطشة التي تتجلى في واشنطن.
اليوم الثقافة العالمية في منحى آخر يتجه نحو التفاعل والتكامل، دمشق التي تعيد القيم الإنسانية لتكون في الواجهة والشراكة التي تعني التفاعل وتصب في مصلحة الجميع والوطن خاصة إذا كانت المصلحه ترمي إى تعزيز مفهوم الحياة والعلوم والفنون المؤثرة في بناء الأجيال .
وبكين التي تمد أيضاً جسور التواصل والتفاعل عبر المساهمات والشراكة الخلاقة والتشبيك مع دول العالم.. وطريق الحرير الذي سيكون شرياناً حيوياً لكل الدول هو مثال لهذا التفاعل.
نعم، لم تكن سورية يوما خارج العالم بل كانت وماتزال في قلبه، وها هي زيارة السيد الرئيس بشار الأسد دليل كاف على أهمية سورية تاريخياً وحضارياً وثقافياً.
كذلك حديث الرئيس الصيني شي جين بينغ عن دور سورية التاريخي في دعم وحدة الصين وفي عودتها لمقعدها في مجلس الأمن، وأن الانطلاق سيكون من بوابة المتوسط، أي سورية، التي كانت والصين ترسمان خارطة العالم الاقتصادية عبر “طريق الحرير” منذ القدم تأكيداً على أن سورية لاعب أساس في كل محور من محاور العالم، وأنه بفضل دماء شهدائها الطاهرة صنعت نصراً عظيماً ليس له مثيل من قبل.
القمة السورية الصينية لها رسائل عدة ومهمة على جميع المستويات، فهي مؤشر مهم على تمسك سورية بقرارها الوطني المستقل، وهي التي تحتفي بالإنسان والحضارات والثقافات، تحتفي بسورية وقائدها الذين مازالا مركزاً للنور ومنبعاً للعطاء.
دماء أبناء الشعب السوري الذين تشاركوا الهم والحزن والصبر لن تذهب سُدى بل كانت عنواناً للوفاء والفضيلة لشعب قادر على النهوض من تحت الرماد، شعب جدير بالنصر، يرسم غده بيديه، لايعرف إلا الفعل والعمل والعطاء وبناء الإنسان والسلام للعالم كله.