بطل الدوري ظهر في أولى مبارياته بمستوى لا يليق بسمعة سبقته وأرعبت كل الفرق منه، وتعثر آسيوياً ثم وبشق الأنفس تعادل مع الكرامة الذي ظهر كبطل فعلي وقاتل حتى آخر قطرة عرق، ولولا دفاعه خلال عشر الدقائق الأخيرة لما نجح الآزوري بالتعادل.
مستوى هزيل لا نحكم على الفريق من خلاله، ولكننا نريد توصيف فاتحة الدوري على أساس أولى صدماته الكبيرة بين فريقين كبيرين، فالفتوة (ملأ الدنيا وشغل الناس) خلال فترة الميركاتو ودجج صفوفه حتى بمحترفين من الخارج، ودخل المباراة الأولى بأسماء مرعبة للمنافسين، فخلال الميركاتو لم يصعب على (همام) أي مزاد أو صفقة حتى لو كانت في (أمستردام)!.
لكن (همام) لم يشد همته أمام الكرامة فرأينا عدم انضباط و(شوبرة) من اللاعبين تجاه بعضهم وتجاه حكيمهم، وفردية في اللعب ومزاجية أبعدت الخطوط عن بعضها، ولم يكن ثمة وجود لوسط يصد هجوم الكرامة التكتيكي المحترف وفقد خاصرتيه، واعتمد مبدأ (الجلق) وهو تعريفاً باللهجة الديرية المبدأ الذي يتجسد من خلال أن يرفع الدفاع الكرة بعيداً باتجاه نصف الملعب الآخر من دون أن يكون هناك هجوم منسق بالتمريرات المبنية عبر الوسط، (الجلق) هو كرات من الدفاع للهجوم حتى ولو لم يكن ثمة أحد في الهجوم!.
لقد نسي العالم كله حتى كرة الحارات هذا المبدأ، واخترعوا الهجوم التكتيكي المبني على التمرير والمنضبط والمدروس لكن حكيم الفتوة أصر على استعمال (الجلق) ولولا حظ الكرامة السيئ لفاز بنتيجة كبيرة.
لا نريد الهجوم على الآزوري بسبب أول مباراة له، لكننا نريد أن نأخذ هذه المباراة كنموذج نحلله لنفهم أحد أهم عيوب دورينا وهو الدخول بقلق انضباطي إلى الدوري، فالظهور المشرف للكرامة يعود إلى سبب مهم جداً وهو أن المدرب أكمل سنته الثانية مع الفريق وعرف كيف يدخل الدوري بروح جماعية وقتالية وانضباط وهذا ما فقده الفتوة الذي راح خلال الميركاتو يبدل مدربيه كما يبدل قميصه كل يوم، ولنتخيل أن مدرباً لا يعرف ما الذي خاضه الفريق من تمارين ولا يعرف عن نفسية اللاعبين وسلوكهم تجاه بعض شيئاً، يتسلم الفريق وعلى الفور هات على بطولة آسيوية ودوري! أهذا منطق؟
نقول مجدداً إننا لا نهاجم أحداً، لكننا نشخص حالات عامة من خلال واقعة حصلت في ملعب فصارت حالة عامة ويحق لنا كعامة أن نشخصها، مثل أن نعرف أن (همام) ما زال وحتى بعد بداية الدوري يخوض المزادات، وربما يعود للتوقيع مع لاعب وقع معه ثم فسخ عقده ثم وقع معه من جديد، وبالتالي ليس الاستقرار موجوداً.
ومن أهم ما لفت النظر في المباراة- النموذج إياها هو الاقتدار الذي قاد به الدولي حنا حطاب المباراة، فأسلوب قتل الوقت الذي اشتهر به دورينا لم يجد له سبيلاً في المباراة، وادعاء الإصابة انتهى بمجرد سقوط اثنين أو ثلاثة منهم و(تطنيش) الحكم لهم لينتهي تمثيلهم ويعودوا للمباراة من دون الحصول على صافرة قتل الوقت وهذا السلوك من الحطاب يجب أن يكون درساً لكل حكامنا فهو حل ناجع لمشكلة قتل المباراة.