رب ضارة نافعة.. هكذا يقولون في الأمثال الشعبية.. والمحنة التي أصابتنا من جراء العدوان الإرهابي تركت آثاراً عميقة على مختلف الصعد الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وغيرها.
وما نمر به من ضائقة اقتصادية وصلت ذروتها الآن، هذه المحن لابد من مواجهتها بطرق شتى أولاها العمل والإنتاج الذي يجب أن يكون على رأس الأولويات..
إنتاج زراعي يجب أن يكون في المقدمة.
وهنا تستحضر الذاكرة سنوات الإنتاج والاكتفاء الذاتي منذ ربع قرن ولاسيما في الأرياف وخاصة الحيازات الصغيرة التي جرى إهمالها.
منذ أيام قيًض لي أن اقوم بجولة سريعة على بعض المناطق التي أهملتها اليد العاملة لعقود من الزمن.
المنظر سار ومدهش، رجال وشباب في الأرض يعيدون إحياءها، ينكبون على قلع الصخور وإعادة ترتيب الأرض وتهيئتها لتكون صالحة للزراعة سواء زرعت زيتوناً أم أي نوع من الأشجار.
وفي القرية عاد الحديث عن زراعة القمح التي تم إهمالها لعقود طويلة.. ولكن المنغصات كثيرة أولها ارتفاع تكاليف الزراعة التي أرهقت المزارع.. ومع ذلك ثمة عودة مبشرة إلى محاولات الاكتفاء الذاتي على الأقل.. قد تطول الفترة قليلاً ولكنها ستصل إلى خواتيمها المبشرة.
ونتوق أن تبقى بالزخم نفسه، وإلا فستفتر الهمم.