الملحق الثقافي -سعاد زاهر:
تضاءل كل شيء
وعاد إلى سيرته الأولى
وكأنها عرفته للتو
مجرد رحلة مبهجة
نسيت بعدها
كل تلك الهلوسات العاطفية
وما بين البعد والاقتراب
تخشى أن تعيد إليها
تفاصيل الغرام
ما كانت مياه بحر غريب
قد جرفته إلى الأعماق
وها هي حرة
جديدة
تتجول على شاطئ
حبات رمله تبعدها
عن أي ذكريات
تنفض من ذهنها
عفونة الماضي
وغرابة الإنكار
وشحن الخيالات
الواهمة
ما إن ابتعدت حتى
تنفست على إيقاع
الوجدان
غادرتها كل الشكوك والوساوس
ولم يعد يعنيها
سوى جمال المكان
ولذة اللحظة
وافتتان الأيام
وكل ما عداه
سيان
أهو العبث
حين يعاند الإنسان
ويجعله يخترع من الألم
أقوى الأوقات
حين عادت مع المغيب
بدا بوجهه الكئيب
كأنه في الانتظار
هاله اقتراب الموعد
ومع توحد النظرات
شعرت أنهما روح واحدة
لم تفترق على مر الأزمان
نور قوي سطع في المكان
وريح محت كل الأوجاع
وهاهي تنفرد في النظر إلى عينيه
على إيقاع أغنية فابيان
وتعيد الاستماع إليها مرارًا
دون أن تنسى إقفال الباب
هذه المرة أقفلته في
وجه الشائعات
أدركت أن الغياب
جعلها تسترجع ذاتها
وتطير كفراشة
عاشت دهرًا مع أجمل الزهور
ولم تنغرز رائحتها
إلا حين غابت وعادت…
وتاهت في أوهام لن تفك رموزها
إلا في غياب أبدي جديد
العدد 1161 – 3-10-2023