رنا بدري سلوم
كل ما حوله من سكون وهدوء الرّيف وجوّه الساحر، جعل رامي ميهوب يستمد منه روحاً جديدة، ويفكّر في مشروع خاص به يعيد له الأمل والحركة، فبعد أن مضى على إصابته عشر سنوات، إصابة سببت له شللاً في جسده، أبقى الرأس واليد اليمنى في حالة جيدة، خضع وهو جريح حرب، للعلاج الفيزيائي فترة زمنية طويلة، حتى تحسّن ليتنقّل على كرسيّه المتحرّك. كل ما مر به من ألم وحزن ويأس دفعه لفكرة تصميم الخشبيات التي يعرضها الفضاء الأزرق فتابعها باهتمام، وهنا كانت البداية الصعبة لعدم توفر الخبرة والفكرة الجيدة، فركّز كما صرّح لصحيفة الثورة على جمال القطعة الخشبية وتعلّم الحرفة حتى أتقنها، وهو الآن حرفيّ خشبيّات يرسل منتجاته لأغلب المحافظات.
وحول التمويل أكد أنه من دعم مشروع جريح حرب، وأعتبر أن ما يقوم به مجرّد هواية لا أكثر، إلا أن ارتفاع أسعار المواد وقف عائقاً أمام إنتاج منحوتات وخشبيات لاتزال تقبع في مخيلته آملاً أن يلقى الدعم اللازم لإكمال مشروعه فتجول أعماله المحافظات بمعارض خاصة به، كمعرضي صافيتا وطرطوس اللذين أقامهما مؤخراً. وبقصّة رامي تلك، ينضم صوت جديد إلى أصوات الحرف اليدويّة التي تطلق نداءات الاستغاثة بطريقة فنية حضارية وخاصة أن هذا النداء هو من جريح حرب لا يقوى على انتصار الحياة إلا من خلال هذه الفنون الجميلة التي تضج بالحركة والجمال.