في تشرين يزهر المجد ويعبق النصر بالوجدان، فالذكرى مقدسة والإنجاز خالد، وصفحات تاريخ السوريين بالبطولات والبذل المقدس مشرفة يحفل بها كتاب عزتهم، ينهلون منه في كل حين زاد مقاومتهم وقوة عزيمتهم التي لم تلن يوماً في ساحات الوغى ومعارك التحرير الممتدة على اتساع خريطة وطنهم.. فالنصر في تشرين بوصلة هدي نبل مقاصدهم وشرف مساعيهم لتحرير السليب من أراضيهم ونسف المشاريع الاستعمارية.
في حضرة الذكرى الخمسين للانتصار في حرب تشرين، لا نستذكر ماضي بطولات مجيد فحسب، بل نتنفس نفحات قدسيتها كإكسير حياة يمدنا بالبقاء على قيد الإرادة و التصميم ونعايش انعكاس جلال معانيها في كل شبر تراب حرر وفي كل خطوة يخطوها بواسل جيشنا لاسترداد السليب من أراضينا ودحر الغزاة والمحتلين، وفي كل التضحيات التي روت وتروي تراب الوطن ليورق الحاضر بأمجاد جديدة تتعانق في علياء المجد السوري وتكلل جباهنا بالغار والفخار، فهذه الأرض المجبولة بطهر دماء الشهداء لا تزهر إلا مواسم نصر ولا تجود إلا ببيادر بطولة.
فعلى هدي التحرير في تشرين تفرد سورية على امتداد خريطتها أوراق إنجازات جيشها تحريراً وتطهيراً وحفظاً لوحدة الأرض، ويرفع بواسلها العلم الوطني كما رفعه قائد التشرينين الرئيس المؤسس حافظ الأسد يوم حررت القنيطرة من رجس العدو الصهيوني مهتدين بقوله”
“الجندي المقاتل وليس السلاح، هو من يقرر نتيجة الحرب”.
فالتضحيات التي قدمها السوريون أثمرت تحريراً للقسم الأكبر من أراضيهم، والتراب الذي سقاه ويسقيه شهداؤها بطهر دمائهم ستبقي الوطن عزيزاً شامخاً مصاناً.
انتصرت سورية وتنتصراليوم بقيادة السيد الرئيس الفريق بشار الأسد الذي صاغ استراتيجية التحرير ورسم خرائط النصر، وببطولات جيشها صانع الإعجاز المقاوم، وبهمة أبنائها الشرفاء وتصميمهم على دحر المعتدين والمحتلين، ففي كل شبر تراب يتحرر تتهاوى مخططات السلخ والتجزئة والتقسيم والتوسع العدواني و يدق إسفين جديد في نعش الوهم الصهيوني الذي دُقت أولى أسافينه في حرب تشرين التحريرية.