بقلم رئيس التحرير أحمد حمادة
في حرب تشرين التحريرية، التي قدم فيها جيشنا وشعبنا الشهداء والغالي والنفيس، تمر ذكراها اليوم، وقد سجلت كوكبة من شهدائنا الأبرار، ممن حضروا حفل تخريج الضباط في الكلية الحربية، أسماءهم في سجل الشهداء الخالدين، بعد أن اعتدى الإرهابيون بطائراتهم المسيّرة على من حضر هناك، فارتقى العشرات من مدنيين وعسكريين، من أطفال ونساء وشيوخ، من ضباط وصفّ ضباط إلى وجه ربهم الكريم.
في ذكرى تشرين الأغر نستحضر بطولات رجال قواتنا المسلحة حين حرروا أرضاً من جولاننا من دنس الصهاينة، ودكوا الأسطورة الصهيونية المزعومة بأن الكيان الإسرائيلي الغاصب لا يقهر، ونستحضر انتصاراتهم على الإرهاب ومشغليه وداعميه، وعلى المحتلين لأرضنا وسارقي ثرواتنا.
وفي هذا اليوم نستلهم كل معاني الحرب المظفرة ومغازيها، وأولها أن أصحاب الأرض والحق منتصرون لا محالة، وأن الكيان الإسرائيلي الذي تمده أميركا وحلف الناتو بكل أنواع العتاد والسلاح لن يستطيع أن يقهر إرادة شعب حي، قرر المقاومة والتحرير والثبات.
وثاني هذه المعاني أن الحرب التي عصفت بالكيان الإسرائيلي كانت قاسية على حكامه ومستوطنيه، بعد أن شهدوا مصرع وهم كبير كان في مخيلتهم وقد تهاوى أمامهم، وحين رأوا بعد ذلك صورة كيانهم الهزيلة وهي تتبدل إلى حال ليس في أذهانهم أبداً.
وثالث هذه المعاني أن جنرالات الكيان وحكامه اعترفوا بالهزيمة وأقروا بالصدمة، فها هو الإرهابي “موشى ديان” ساعة اندلاع الحرب يقول: “هذه حرب صعبة معارك المدرعات فيها قاسية ومعارك الجو فيها مريرة إنها حرب ثقيلة بأيامها وثقيلة بدمائها”.
نعم مريرة عليهم، وثقيلة بأيامها وبدمائها على مستوطنيهم، ومظفرة علينا ولنا الفخر والعز فيها، ففيها حررنا قسماً من جولاننا المحتل، وفيها رفعنا العلم السوري في سماء القنيطرة، وحطمنا خط “آلون” الحصين، ودك نسورنا كل تحصيناتهم، واجتازوا خطوط دفاعهم بكل بطولة.
وأهم ما في الذكرى اليوم أنها رسخت أن إرادة شعبنا صلبة ومقاومة، ولا تعرف في لحظات المعارك المشرفة التراجع أو الانكسار، وعلى هذا الدرب يستمر شعب تشرين وجيش تشرين في طريق الحرية حتى إنهاء الاحتلال الأمريكي والتركي والإسرائيلي وطرد كل إرهابي من أرضنا مهما بلغت التضحيات.

رئيس تحرير صحيفة الثورة