الثورة – سهيلة إسماعيل :
كانت زينة ذات الإحدى عشر عاماً من قرية بلقسة غرب حمص ” تخزن في ذاكرتها الطفولية البريئة صور العرض العسكري الجميل الذي قدمه أخوها ورفاقه لتروي تفاصيله في اليوم الثاني لرفاقها في مدرسة القرية بكل فرح وحبور, لكن فرحتها لم تكتمل وها نحن – مع أقاربها – نروي تفاصيل استشهادها. لكن صورتها المشرقة ستزرع الأمل وتطلب من الجميع الاستمرار لصنع النصر من أجل أطفال سورية جميعاً ومن أجل أخيها ورفاقه.
وزينة كغيرها من الأطفال الذين استشهدوا وعددهم تسعة أطفال أصبحوا ملائكة في السماء كما كانوا ملائكة على الأرض. لكن يبدو أن الأمل المشرق في بؤبؤ عيني زينة والأطفال الشهداء أخاف أعداء الله، أعداء الطفولة والبراءة، أعداء الحب والسلام، أعداء الخير والجمال. لكنْ جذوة الأمل لا يمكن أن تنطفئ في عيون أطفال سورية الذين سيواصلون المسير وسيسيرون على الدرب التي رسمها لهم أهلهم وذويهم من الشهداء، وهي درب معبدة بكل المبادئ السامية والقيم الإنسانية التي لم ولن يعرفها خفافيش الظلام.
ولن ينسى علي المحمد ذو الثماني سنوات رجليه اللتين فقدهما فأصبح تخرّج أخيه ذكرى أليمة وحزينة بالنسبة إليه. ومن دموع علي وهو يبكي ألماً وحزناً على سرير المشفى تستمد والدته القوة وتخبرنا بأنها ستكون عوناً له في القادم من الأيام حتى يستطيع الاعتماد على نفسه ويتابع المسير.
لعلي ولجميع الأطفال المصابين في الهجوم السافر على الكلية الحربية الشفاء العاجل والأمل بغد يحمل الانتصار على الإرهاب وداعميه ومرتكبيه، ولزينة الشهيدة والأطفال الشهداء الذين ارتقوا ليصبحوا نجوماً في السماء تضيء عتمة الليالي وتستنهض همم الأحياء للحفاظ على قدسية وكرامة وعزة تراب بلدهم.