الثورة _ رنا بدري سلوم:
بلسمي يا قدس جراحنا بزيّت الأقصى المبارك، بعد أن أشعلت حمص قناديلها وشموعها وأسمعت العالم صلواتها تعلو في الكنائس والجوامع والمقامات، مراثي الألم وابتهالات لنصرة الحقّ والثأر على الباطل، وأبى مقاوم أن يترك غصن زيتونكِ يتساقط من فمه، بل راح إليكِ يا فلسّطين وأنتِ تقاومين جرحكِ النازف بحجارةٍ ونار يدعو لكِ النصر المبين ويهدلُ السلام.
كلانا نقاوم باطلاً لابد أن يزهق تحت أقدام المقاومين، كلانا يقاوم المحتل الغاشم الذي يقتل بدمٍ بارد دون سابق إنذار، عدونا الغادر هدفه واحد وإن عيشنا ومصيرنا المشترك هو ما ندفع ثمنه الآن، ثمن العروبة والانتماء للهويّة والقضيّة بالروح والدم فنقدم على مذبح الوطن القرابين ولن نبخل، فها نحن اليوم والأمس والغد نسطّر بزنود جيشنا العربي السوري أسمى آيات الشهادة والانتصارات على عدونا التركيّ والأمريكي وحلفائهما وعلى الاحتلال غير الشرعي لشمالنا الشرقي، وميليشيات «قسد» التي تستبيح أرضنا وتسرق خيراتنا ونفطنا، ورغم كل الانكسارات من موت ونزوح ولجوء وجوع التي آلمت أرواحنا خلال سنوات الحرب الطوال لم نهب الموت مهما تعدّدت أسبابه، فبقينا صامدين لأننا أبناء الحياة وأسياد مواقفنا، نقاوم الإرهابيين الذين أغرقونا بالدماء فتاجروا بها وبأوجاعنا تنفيذاً لمخططات خارجية، ورغم ذلك نجّتث الإرهاب بكل حزم حتى الرمق الأخير لنبقى أصحاب الحقّ والأرض وقضيّة وجودنا.
وها أنتِ اليوم يا فلسطين الحبيبة تعيشين «طوفان الأقصى» وجلجلة أجراس الحريّة وتخلعين الأسلاك والحدود الوهميّة وتعبرين، تقلبين الموازين، تقلبين طاولة مخططات الكيان الصهيوني وحلفائه رأساً على عقب وتغيرين خارطة العالم وتعيدين رسم ملامح الشرق الجديد، وها هم المقاومون يغرسون العلم الفلسطيني في كل شبر محرر، ونشهد إنك تستحقين المجد والعلياء، إننا نعيش معاً غضب العروبة وثورة الأرض وثأر الحياة وعدالة الله، أدر وجهك يا حنظلة إلى القدس وانظر كيف تقسم أولى القبلتين بالله وتينه وزيتونه أن فلسطين عربيّة وأنّ شعبها إليها راجعون وأننا هنا لن نساوم ونقاوم.

السابق
التالي