الملحق الثقافي- مي محمود سعود:
لأننا أبناء هذه الأرض، الأرض الكريمة الطيبة وأقدم مدينة مأهولة بالعالم التي أنجبت أهم العلماء والأدباء، وهي مهد النور السماوي أرى أنه واجب علي وعلى كل إنسان فيها أن يسلط الضوء على كل إنسان تميز وترك أثراً مهماً وفعالاً في محيطه لكي يعرفه كل من لا يعرف.
إذا كان العلم أمانة وبه ترتقي الأمم أيضاً التعليم أمانة وبه نرتقي فوق القمم، وكذلك القضاء الحر النزيه العادل الذي كان مبدعنا واحداً من أعلامه وشخصياته الحرة النزيهة.
الأديب المبدع الذي هو محور حديثنا اليوم
خير من أدى الأمانة لذاته بالدرجة الأولى ولجميع طلابه الذين لا زالوا يتذكرونه حتى يومنا هذا.
محطات
ولد عام ١٩٣٠م في قرية كرم الزياده قضاء عين الشرقية ريف جبلة
هو حفيد قاضي القضاة الشيخ عبد اللطيف سعود لابنته
نشأ في بيئة ريفية جبلية قاسية وكان آنذاك الفقر يعم البلاد
عند افتتاح مدرسة حلبكو القرية المجاورة لقريته التحق بها وبقي فيها حتى نال الشهادة الابتدائية منها وكان آنذاك التعليم باللغتين العربية والفرنسية، ومن ثم سافر إلى دمشق التحق بكلية الشريعة وبقي فيها ثلاث سنوات حيث أتم تحصيله منها
مالبث أن عاد إلى قريته وتابع دراسته حر حتى نال الشهادة الإعدادية منها
تقدم على مسابقة المعلمين ونجح فيها وعين معلماً في مدرسة البيضا التابعة لمنطقة بانياس وكانت بانياس وقتها تابعة لمحافظة اللاذقية علم فيها عدة سنوات نقل بعدها إلى مدرسة حلبكو وعلم فيها
نقل بعدها إلى مدرسة وادي القلع وعلم فيها أيضاً عدة سنوات
حين تم افتتاح مدرسة عين قيطة في بيت ياشوط نقل إليها وعين مديراً لها، ومازال الأهالي يتحدثون عن دوره التربوي، وكيف كان يدور على المنازل ليرى طلابه ويتابعهم، ويحثهم على القراءة والتعلم، يراقبهم من قرب وبعد ويعمل ناصحاً وموجهاً لهم.
كان يدرك ملكاته وأن هذا ليس مستواه وعليه أن يتابع تحصيله الجامعي رغم أنه تزوج وأصبح لديه أولاد اتفق هو بعض زملائه في فترة الوحدة بين مصر وسورية على دراسة الثانوية دراسة حرة.
استعار الكتب من الزملاء ونال شهادة الثانوية والتحق بجامعة دمشق كلية الحقوق وتخرج فيها. كان شغوفاً بالمطالعة وكان يدخر من راتبه حتى يقتني الكتب المهمة لديه مكتبة مهمة جداً وتحوي كتباً نادرة.
بعد ثورة الثامن من آذار فسح المجال لحاملي الشهادات الجامعية لاستلام بعض المناصب وإدارة بعض المعامل التابعة للدولة
عين وقتها مديراً عاماً لمعمل الجوارب في دمشق استمر مديراً عاماً لفترة من الزمن ثم عاد إلى اللاذقية وعين في مديرية التربية وبعدها نقل إلى مديرية التربية في محافظة إدلب وكان رئيساً لشعبة التعليم الثانوي فيها
استمر في تربية إدلب إلى عام ١٩٧٣ حيث استشهد أخوه الأصغر الملازم أول المرحوم الشهيد عبد الوهاب عبد الله حسن حيث أعيد نقله إلى محافظة اللاذقية، وندب لصالح مديرية التربية باللاذقية إلى محكمة اللاذقية بصفة قاضي أحداث واستمر حتى تقاعده عام ١٩٩٠ عرف عنه خلال حياته أنه لم يتنازل عن مبدأ آمن به ولم يتجاوز العرف تمتع بالسمعة الطيبة والأخلاق الرفيعة والإخلاص لعمله والوفاء لأصدقائه وكان صديقه الكتاب له قصائد شعرية عديدة مهمة.
ومعروف السجال الشعري بينه وبين يوسف الخطيب إذ كانت القصائد بينهما تروى على كل لسان، وقد قارنهم النقاد بجرير والفرزدق لما بينهما من مساجلات شعرية جميلة ولكنها لا تفسد الود العامر بين القلوب
وله عدة كتب في الفكر الصوفي توفي بتاريخ ٦/٣/ ٢٠٠٣
العدد 1162 – 10-10-2023