الثورة – ميساء الجردي:
يعتبر بناء القدرات خاصة للإعلاميين الشركاء في تقديم الخدمات الصحية خلال أوقات الكوارث والأزمات، حقا من حقوق الصحة النفسية لهذه الشريحة لكي تتمكن من نشر التوعية والمساهمة في الحد من المشاكل النفسية التي قد يعانيها الأفراد نتيجة لأزمات أو كوارث معينة والتي تؤثر على معيشتهم والاستمتاع بحياتهم.
في هذه الأيام حيث يصادف العاشر من تشرين الأول الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية، نجد الجهود مكثفة لتقديم كل ما يلزم لدعم موضوع الصحة النفسية وعرض الخدمات المنفذة والبرامج والمشاريع التي يتم العمل عليها على المستوى الوطني ومستوى الأفراد.
عن تجربته الغنية في مجال تقديم الدعم النفسي مع الجهات المعنية والشريكة خلال جائحة الكورونا وخلال فترة زلزال شباط الذي ضرب عددا من المحافظات السورية، قدم الدكتور نبيل سمرجي مسؤول الصحة النفسية في منظمة الصحة العالمية قصصا حدثت معه على أرض الواقع بين من خلالها آليات العمل في مجالات تقديم الدعم لهؤلاء الأفراد المنكوبين لتحقق الفائدة بشكل أكبر والتي وصلت لمئات الأشخاص، لافتا إلى أن دائرة الصحة النفسية في مديرية الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة تقدم خدمات تشخيصية ودوائية وعلاجية وإرشادية مختلفة للمراجعين، وهي تركز على نشر الوعي بالصحة النفسية وخدماتها ضمن فئات المجتمع والتشجيع على الوقاية والعلاج من الاضطرابات النفسية لتخفيف آثار الوصمة.وتحدث الدكتور سمرجي عن أنواع الضغط النفسي وكيفية حدوثه لدى الأشخاص بعد الصدمة وكيفية تجاوز هذه الضغوطات والصعوبات على مستوى العلاقات الشخصية والاجتماعية وطرق التواصل للتمكن من تقييم حالة الشخص والتعامل معها بشكل صحيح.
من جانبه أشار الدكتور أحمد السلامة رئيس دائرة الصحة النفسية إلى أن الوزارة تعمل على سد النقص بعدد اختصاصيي الطب النفسي، حيث يتم بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية تدريب الكوادر الصحية على برامج الصحة النفسية، من خلال برنامج “رأب الفجوة” الذي تم إطلاقه عام 2014 ويركز على تدريب أطباء عامين واختصاصيي إرشاد نفسي وكوادر تمريضية على تقديم خدمات دعم نفسي اجتماعي عبر المراكز الصحية والعيادات المتنقلة، وخاصة في مراكز الإقامة المؤقتة وخلال انتشار جائحة كورونا، إلى جانب برامج مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وبين سلامة أهمية الخط الساخن لتقديم الاستشارات النفسية على مدار ٢٤ ساعة في عدة مشاف، أهمها مشفى ابن خلدون للأمراض النفسية حيث يوجد ثلاثة أرقام للتواصل و١٦ شخصا لتقديم الخدمات ما بين اختصاصيين وأطباء مقيمين وإدارة حالة وممرضة. وكذلك الأمر في مشفى ابن رشد للأمراض النفسية عبر وجود خطين للتواصل و٣٢ شخصا لتقديم الخدمات النفسية بأنواعها.
ولفت رئيس الدائرة النفسية عما يوفره الخط الساخن من توفير للوقت والجهد والتخفيف من الوصمة واستقبال المكالمات من جميع الأعمار وهي تتم بشكل سري وآمن.
وتحدثت الدكتورة سماح السر من منظمة الصحة العالمية حول التواصل بشأن المخاطر والمشاركة المجتمعية وخاصة في مجال الصحة العقلية والتواصل من أجل الصحة. وبينت أهمية الإعلام كحلقة وصل بين المجتمع ومتخذي القرار ومراكز المعلومات انطلاقا من المفهوم نفسه والعمل على التشارك في المعلومات وإعادة الشعور بالاطمئنان. مؤكدة على دور الإعلام في محاربة الشائعات وجمع المعلومات من خلال التركيز مع المجتمع المحلي.
واوضحت الدكتورة سماح عن ضرورة توفر الكوادر المدربة على طريقة التعامل مع المجتمع، ودور التنسيق والمناصرة من خلال عدة نقاط في مقدمتها مشاركة أصحاب المصلحة الفاعلة ذات الصلة وتكامل الأدوار.
التالي