هل هناك أقبح بعد من وجه بايدن السياسي الذي يحمل ملامح صهيونية ويأتينا لنجدة إسرائيل المحتلة فوق حاملة طائرات أميركية هي الأضخم في ترسانة السلاح الأميركي ليهدد قطاع غزة المحاصر؟ها هو ذا حامل ملف السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين والوسيط المهرول للاتفاقات والتطبيع على أنه شرطي المنطقة يكشف عن وجهه الحقيقي الدميم ويحمل شعار الصهيونية ويهرول وراء نتنياهو بحاملة طائرات تبحر فوق ورغم أنف القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة ليقصف أصحاب الأرض والحق بقذائف وصواريخ أميركية الصنع وإسرائيلية الهدف وربما أكثر.
هذا العرض العسكري الأميركي بحاملة الطائرات والأحقاد فوق بحر غزة وكأنه المارد الذي مسح عليه نتنياهو ليخرج لنجدته في طوفان الأقصى ويحاول قلب الموازين بإراقة مزيد من الدماء في بقعة من فلسطين المحتلة احتار الأعداء كيف يغلقون عنها الماء والكهرباء والهواء إن استطاعوا.. هل أرعبتهم غزة ومقاومتها حتى هذا الهلع العسكري ليخرج بايدن كل مافي جيوب أميركا من سلاح أو ترسانات؟ أم إنها لحظة الوجود أو اللاوجود لأميركا نفسها وليس للكيان الإسرائيلي فقط؟.
شرق أوسط جديد بلا كيان الاحتلال الصهيوني يعني شرق أوسط جديداً بلا أميركا وهذه السرعة الأميركية القصوى لنجدة (بيبي) كما يسمى بنيامين نتنياهو في أميركا وكيان الاحتلال الصهيوني هي لنجدة السياسة الأميركية في المنطقة، ولكن لماذا حاملة الطائرات إذا كان كيان الاحتلال مجهزاً أميركياً بترسانة عسكرية ونووية وصنف كقوة هي الأكبر في المنطقة.
هي الصدمة النفسية الإسرائيلية بعد بطولات طوفان الأقصى الفلسطينية قد تحتاج ليس لحاملة طائرات واحدة بل لثلاث أو أربع؛ يوم هزم زند المقاوم المحاصر بما صنعه من صواريخ وماخطط له كل ترسانة العدو.. فجاءت له “إسرائيل” بأمها الأميركية كي ترعبه وتجر المنطقة بأكملها الى حرب لاتتمناه أميركا بل مجبرة عليها يوم مرغ أنفها في العراق وفي سورية وفي أفغانستان بوحل الخسارات واليوم يمرغ أنفها الصهيوني أيضاً في المنطقة.
تقول الآراء متعجبة: إن أميركا لم ترسل هذا النوع من السلاح حتى لأوكرانيا التي ضحت بشعبها كاملاً ونقول: إن أميركا بلد نرجسي السياسة يتغذى على الصراعات والحروب وهو يهرب من سقوط أحاديته بإشعالها؛ فكيف الحال إذا كانت “إسرائيل” التي هي الدولة العميقة في أميركا باتت تشعر بالخطر والزوال.. لو لم تشعرهم غزة بالزوال الحقيقي فما كانت حاملات الطائرات الأميركية ستأتي وعلى متنها خيبات نتنياهو وبايدن معاً، فالهدف ثنائي بإخراج نتنياهو من غرقه بطوفان الأقصى أولاً لتخرج أميركا معه أيضاً ومن جهة أخرى لترتفع أسهم شركات السلاح الأميركي في البورصة، ألم نقل إن أميركا بلد نرجسي السياسة يتغذى على الدماء ويستثمر في الحروب؟.
التالي