الثورة – آنا عزيز الخضر:
عندما يصبح الواقع قاسياً، يصبح الخيال ملاذاً، يبعد البشر عن قلقهم، لعله يخفف الأعباء، التي تسبق طاقة الإنسان في ضغوطها.. هذه المشهدية قادرة حتماً على نقل تفاصيل علاقة زوجية، تطورت مجرياتها تلقائياً من قمة التوزان والمنطقية إلى شكل قلق، يشوبه الشك والحيرة، وعدم الثقة من جراء روتين قادر على هتك أجمل العلاقات الإنسانية،.. هذا ما ركز عليه العرض المسرحي”صدى” تأليف” عبد المنعم عمايري” إخراج ” محمود عبد الباقي” تمثيل “فادي الياسين” و” ديانا الحمصي ” و الراقصة” جيما نجار” .. وقد أعيد مسرحة النص مرات ومرات، وﻻقي القبول دوماً بسبب قربه من حالة اجتماعية، يحتمل أن يعيشها الكثيرون في سياق الحياة الأسرية، وما تتطلب من معطيات قادرة على بلورة حياة اجتماعية جميلة، تنقذ الإنسان من القلق وتبعاته المختلفة… فها هو الزوج يهرب من واقع علاقة زوجية، تشوبها الإزعاجات والروتين إلى عالم حالم جميل، يرى فيه زوجته النموذج المثالي في الحياة، وفي كل جانب في الشكل والمضمون والتعامل والرؤية…
حول العرض تحدث المخرج” محمود عبد الباقي”
قائلاً: العرض يدور عن تحول العلاقة الزوجية بعد الحب إلى علاقة روتينية باردة بعد الزواج، ولكن السؤال الأبرز هنا ما هو مصير الحب؟ بعد الزواج هل ينتهي أم يتلاشى شيئاً فشيئاً؟.. هي أسئلة عديدة، ولكن ستأخذ في العرض شكلاً آخر من شأنه، أن يقدم العديد من المقوﻻت الاجتماعية والإنسانية بأسلوب درامي وفني، له شكله الخاص.
هنا سنغوص في الحياة الزوجية، التي أصبحت عبارة عن برود، لأن حياة هذين الزوجين تحولت إلى ازعاج وقلق، وتحول لكل ما هو جميل كان في الماضي بينهما… هو لايزال يحبها بتفاصيلها وشكلها القديم، الذي أحبها به.. وبسبب الروتين، الذي دخل العلاقة الزوجية، يعيش الحبيبان في عالمين متناقضين، ويتسلل الشك إلى نفس الزوجة، فأصبحت تتوهم خيانته، أما الزوج بقي يحن إلى تللك الفتاة، التي أحبها منذ سنوات، يستحضرها بشخصية ثالثة من خلال رقص تعبيري، أدته الفنانة” جيما” التي جسدت صدى الزوجة الحبيبة، وقد عالج العرض قضية اجتماعية في منتهى الحساسية، حيث تترك بصماتها القاسية على حياتهما.. ما يستدعي مراجعة الذات بالكثير من التدقيق في الأفعال وردود الأفعال، وبالتعامل والظروف المحيطه، وكل ما يمكنه أن يلحق الأذى بهذه المشاعر الإنسانية.