الثورة – آنا عزيز الخضر:
تشارك مديرية المسارح والموسيقا بدمشق في مسابقة مهرجان الدن المسرحي العالمي في سلطنة عمان بدورته الرابعةً، من خلال العرض المسرحي “نقيق”، ولابد من الذكر هنا أن نص “نقيق” حاز على المركز الأول في مسابقة الهيئة العربية للمسرح، للكاتبة روعة سنبل، أما الإخراج والإعداد للدكتور عجاج سليم.
نقل العرض معاناة الإنسان السوري خلال الحرب الإرهابية، وقد صور حاﻻت ألم، تنحت مكانها عميقاً، غائرة في الوجدان، تاركة آهات، تبقى صادحة دون كلل أو ملل، فهي حفرت أوجاعها الجسيمة في الخاطر، فأمسى المستحيل هو نسيانها.. وقد تركت تلك الحرب آثاراً نفسية ﻻتحتمل، فبقي من عاشها يتأرجح بين الخيال والواقع، بين الحزن والوجع بين الوهم والهواجس، ليصعب عليه تجاوزها.
وقد ﻻقى العمل نجاحاُ ﻻفتاُ خصوصاً أن أجواءه وفضاءاته وولفت بأسلوب إخراجي مبهر ومؤثر، كما تمَّ الدمج بين عناصر إبداعية متعددة، ومعطيات متنوعة تتوأم وتتناسق بشكل آسر بدءاً من البنية الدرامية المتقنة إلى الشعر والموسيقا، وفنون أخرى، كما هو الحضور ل مؤثرات صوتية وموسيقية متميزة، وكانت القصائد من مؤلفات الشاعر رياض صالح الحسين.
أما حكاية العرض دارت حول سيدة فقدت ولدها، وهي واحدة من آﻻف الأمهات السوريات الكثيرات، اللاتي فقدن أبناءهن.
وقد أصيبت بالشلل إثر انفجار إحدى القذائف الإرهابية ،وذلك بعد هجرة زوجها بحثاً عن لقمة العيش، و الحادثة ذاتها زرعت في نفسها أوجاعاً وجراحاً ﻻتحتمل، تحولت شيئا فشيئا إلى هذيان مستمر، وهواجس ترافقها، وﻻتفارقها،
فالعرض جسد التناقض الداخلي المرير والمحزن الذي عاشه إنسان نكبته الحرب بعزيز، فزرعت في داخله أزمات نفسية، تغلغلت في الأرواح والنفوس، فسكنت فيها لتتحول مرضا وتهاويم تتكرر و تتردد كنقيق الضفادع مستقراً أبداً في الأنفس.
وماأقرب هذا الوجع إلى واقع عاشه السوري أثناء الحرب المقيته، ليرافق هذا الألم الجميع، فتلك الحرب الإرهابية حفرت بصماتها بكل جبروتها في قلب وعقل كل سوري، لكن رغم الجراح حمل العرض أفكاراً ملؤها الإرادة، و ثقافة التمسك بالحياة، ف رغم الخسارة والألم، كانت الآمال بالمستقبل دوما نصب الأعين.
