لا يبدو أن المشكلة التي نعيشها على مواقع التواصل هينة، حيث تسيطر حالة من السطحية كلما حاول البعض التصدي لها، بمحتوى مغاير ينزاح منتجه المعرفي لصالح تفريغ فكري وإن كان يبدو عشوائياً، إلا أنه في العمق مسيطر عليه، فحين تدفع شركات البث الإلكتروني مقابل هذا الخواء، فهي تشجعه…!
والمشكلة تكمن في كيفية تعاطينا معه هل يفترض بنا الاستسلام للتسطيح على مختلف المواقع…؟
أليست كل لحظة في الحياة لقية ثمينة يمكننا استغلالها حتى تفضي بنا إلى معان فكرية وروحية متجددة في الحياة…؟
تصدير القيم المهترئة التي لو اعتنقناها لنخرت مجتمعاتنا، وخاصة من قبل أجيال جديدة، لم تعارك الحياة بعد، ولايزال عودها طري غض، ويفترض بنا حمايتها فكرياً…
عبر عالم الانترنت بتطبيقاته المتعددة تشعر أغلبية الوقت كأن هجوماً يشن عليك من كل الجهات لتصدير كل ما هو مفرغ والمشكلة أن المتحدثين بطريقة مغايرة للسائد قلائل، بينما يتصدر المشهد حالة من الخواء مرعبة ليست المشكلة أنها تحاصرنا طوال الوقت، بل حين نستسيغها.
في زمن تبدو فيه قراءة كتاب معجزة، حضور معارض الكتب حدث مهم، متابعة الأفلام الوثائقية، بمعنى أن كل منتج يحمل رسالة قيمة بات باهت الحضور في الوجدان الجمعي، بينما نفتح صدورنا وأذهاننا لكل هذه الإربكات المشوهة دون أن نتمكن من تحييدها، بل ندعمها رغماً عنا، ومن الصعب التخلص منها إلا في حالة استنارة جمعية وقرار وإرادة فردية والهدف إبطال مفعولها…