كشف الرئيس الأميركي جو بايدن عن وجهه الصهيوني بكل وقاحة ودون أي مواربة، متوعداً أطفال فلسطين في غزة، إما التهجير أو الإبادة الجماعية على يد إرهابيي الكيان الصهيوني المجرم وبالأسلحة الأميركية المحرمة دولياً، والتي يستخدمها الكيان اليوم وفي مقدمتها الفوسفور الأبيض.
استنفار بايدن هذا لم يأت من فراغ، بل هو نتيجة لهول الصدمة التي مني بها الأميركي والغربي صبيحة السابع من تشرين الأول الحالي قبل الإسرائيلي الذي لم يستفق من هولها حتى الساعة، وهذا بدوره أدى إلى انكشاف ضعف العدو ووهنه وزيف ادعاءاته بالتفوق العسكري والاستخباراتي، وما إلى ذلك من الادعاءات الكاذبة، والتي استدعت بدورها الاستنفار الأميركي بهذا الشكل الفج ومعه البريطاني وكل الأوروبيين خوفاً من الانهيار الكلي لجيش الاحتلال ومستوطنيه.
ولأن ما بعد السابع من تشرين الأول 2023 ليس كما قبله، من حيث إنه أصبح محطة تاريخية مهمة للعرب وللفلسطينيين يبنى عليها، لمصلحة مستقبل فلسطين المحتلة وكل الأراضي الواقعة تحت الاحتلال الصهيوني، والمنطقة، وعليه فلا استنفار بايدن ولا كل أتباعه في العالم يغير في المعادلات الجديدة شيئاً، وحدها المقاومة التي أثبتت وجودها وهزمت كل أوهام الصهاينة منذ النكبة عام 1948 إلى اليوم الذي سبق 7 تشرين الأول 2023.
كما يحاول بايدن في هذا الاستنفار والهجوم على المقاومة الفلسطينية أن يرمم بعضا من مكانة بلاده التي أصبحت قاب قوسين من الانكفاء على الساحة الدولية والى الأبد، بالتوازي مع تصاعد إرهاصات انبلاج فجر دولي جديد يقوم على التعددية ويحقق المساواة والعدالة بين جميع أعضاء المجتمع الدولي ولا يفرق بين دولة كبيرة ولا أخرى صغيرة.
إذاً لقد أثبتت ملحمة طوفان الأقصى قدرة المقاومة على المواجهة واستعادة الحقوق من مغتصبيها، مقابل انكشاف وهن الاحتلال وترديه وفشله، إلا في ارتكاب جرائم الحرب والمجازر بحق المدنيين والأطفال والنساء، الأمر الذي جعل كل أحلام الصهاينة والمتصهينين من بايدن إلى نتنياهو بتهجير الفلسطينيين من أرضهم في غزة تحت وابل القذائف والصواريخ وكل الأسلحة المحرمة دوليا،ً تذهب أدراج رياح المقاومة والتحرير، بل أكثر من ذلك لقد زاد طوفان الأقصى من تمسك الشبان الفلسطينيين بأرضهم وبحق العودة إلى ديارهم التي هجروا منها أول مرة قبل عشرات السنين، وأنه لا نكبة جديدة بعد اليوم، بل مقاومة وتحرير وطرد للمحتل وإن غداً لناظره قريب.
