«كـــم مـــن الـــدمِ.. كــي تصيــرَ غزّاويّــاً»!!

الثورة- هفاف ميهوب:
عنوانٌ فرضه فيضُ الدمِ الذي دفعه ولا يزال، أبناء “قطاع غزّة” الفلسطيني.. دمُ الأبرياء ممن يقتلهم المحتل الغاصب، لمداراة هزيمته أمام شجاعة المقاوم الذي أثبت للعالم بأكمله، بأنه لن يتوقف عن نضاله، إلا باسترجاع أرضه وحقّه، من عدوّه الصهيوني..
العنوان للكاتب والشاعر الفلسطيني المقيم في روسيا “عبد الله عيسى”.. أطلقه مُذ رأى الممارسات الإجرامية التي يقوم بها العدوّ في فلسطين، ولا سيما في قطاع غزة، تستهدف الأطفال والنساء والمدنيين، وبطريقةٍ لايمكن أن يسكت عنها أو يتحمّلها، إلا مجرم متوحّش لا بشري..
أطلق “عيسى” عنوانه هذا، ليسأل بعده، وبالكثير من الألم النازف من سؤاله:
“هل تحتمل أن تكون غزاوياً؟.. أقصد: هل أنت جدير أن تصبح غزاوياً”؟..
طبعاً، هو لا يسأل ليتلقّى إجابة، وإنما ليواجه كلّ من يعتقد بأن من السهولة أن يكون إنساناً غزّاوياً.. يواجهه بأن عليه أن يكون، مثلاً:
“أن تكون غزاوياً، أو تقطن غزّة، أو أن تأتيها بكاملِ أوصافها، فأنت أشبه بالبحر الميت، لن يقدروا على دفنك..
يواجه “عيسى” بكلماته هذه، مُدركاً بأنه ليس هناك من هو جديرٌ، أو يحتمل أن يكون غزاويّاً.. يكرّر السؤال، ويقدّم المثال:
مثلاً: أن تتعجّل صباحك لتلقي السلام على جارك، قبل أن ترى اسمه في شريط أخبار الفضائيات، أو تتعرّف على جثته من خاتمٍ في أصابعه المبتورة، أو وشمٍ على وجهه أهملته شظيّة في الحرب ما قبل الأخيرة. أو أن تُقسم أنك ستآخي بين أبنائه اليتامى، وأبنائك الذين قد يُصبحوا يتامى في حربٍ أخرى، وتقسُم بينهم خبز عشاءٍ أخير، أعدّه قاتلك من ألفِ عام.
لا يُمهلك الموت الذي يترصّد يومك، لتسرد على الرواة الضجرين تعاليم أمك، أو ما ورثت من وصايا، فلا شأن لك بمقتنصي الأخبار، ومؤوّلي سيرتك التي تتجوّل في غرف الموتى، مثلك أعزل ترتطم بهم موتى”..
لايتوقف “عيسى” عن السؤال، ولا عن تعدادِ ووصف معاناة، من هو جديرٌ، أو يتحمّل أن يكون غزاوياً.. يفعل ذلك متألّماً ونازفاً لحالِ أبناء وطنه، ومفجوعاً بالخذلان العالمي الذي يراه صامتاً أو خائناً، أو ينتظر إبادة هذا الشعب، والاحتفال باغتصاب ما تبقّى من أرضه..
لا يتوقف “عيسى” عن تكرارِ سؤاله، ولا عن وصف مقدار القهر والوجع والنزيف، الذي مثلما ظهر في عنوانه وكلماته، ظهر في كلّ ما أراد به، تمزيق صمت العالم بصرخته:
“أن تكون فلسطينياً.. فهذا يعني أنك محكومٌ بالحلم:
حلم العودة، بمفتاحِ بيت السلالة القديم، إلى وطنٍ لك، خصّه الله بك، احتلّه قطّاع طرقٍ وميليشيات ومهاجرون طارئون.
حلم أن ترمي صرّة اللجوء عن ظهرك، بعد أن حملتهَا لتدرء آلام درب الرحيل الطويل، عن جدّتك التي كسرت الغربة ظهرها، وانحنت عليه..”..

 

آخر الأخبار
الرئيس الشرع إلى البرازيل.. فهم عميق للعبة التوازنات والتحالفات      هل يشهد سوق دمشق للأوراق المالية تحولاً جذرياً؟  لحظة تاريخية لإعادة بناء الوطن  وزير الاقتصاد يبحث مع نظيره العماني تعزيز التعاون المستشار الألماني يدعو لإعادة اللاجئين السوريين.. تحول في الخطاب أم مناورة انتخابية؟ صناعة النسيج تواجه الانكماش.. ارتفاع التكاليف والمصري منافس على الأرض القهوة وراء كل خبر.. لماذا يعتمد الصحفيون على الكافيين؟ إعادة التغذية الكهربائية لمحطة باب النيرب بحلب منظمة "يداً بيد" تدعم مستشفى إزرع بمستلزمات طبية إعادة الإعمار والرقابة وجهان لضرورة واحدة حملة لإزالة الإشغالات في أسواق الحميدية ومدحت باشا والبزورية محافظ درعا يبحث مع السفير الإيطالي الاحتياجات الخدمية والتنموية من الدمار إلى الإعمار... القابون يستعيد نبضه بالشراكة والحوار الموارد البشرية المؤهلة … مفتاح التغيير المؤسسي وإعادة البناء بدء مشروع تخطيط طريق حلب – غازي عنتاب كيف فرضت "البالة" نفسها على جيوب الحلبيين؟ سوريا تؤكد أمام اليونسكو التزامها بالتحديث التربوي الأمم المتحدة: بدء مرحلة ميدانية جديدة في سوريا للبحث عن المفقودين بعد سقوط النظام انتهاكات إسرائيلية ضد المدنيين وعمليات توغل هستيرية الشهر المنصرم صدام الحمود: زيارة الشرع لواشنطن تعيد سوريا إلى واجهة الاهتمام الدولي