الثورة – ميساء الجردي:
لعلها من أصعب المهام وأكثرها إنسانية دعم وتأهيل الأطفال ذوي الإعاقة والعمل على صناعة الفرق في عالمهم من خلال إظهار قدراتهم ودمجهم في المجتمع.. من هنا تأتي أهمية ما تقوم به مؤسسة حدودي السما وهي ترسم قصص النجاح لأكثر من 75 طفلاً وطفلة من ذوي الإعاقة منذ انطلاقها عام 2017 وحتى الآن وكذلك أهمية المهرجان الفني الخاص الذي أقامته بالتعاون مع الجمعيات العاملة بمجال دعم وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية والسمعية والبصرية.
خلال الافتتاح أكدت عروبة القصار رئيس مجلس أمناء مؤسسة حدودي السما أن هذا الاحتفال يأتي بمناسبة مرور خمس سنوات على حصول المؤسسة على إشهارها من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في عام 2019 حيث تهدف الفعالية إلى توجيه الأنظار نحو هذه الشريحة من الأطفال في المجتمع والتي تحتاج إلى رعاية واهتمام كبيرين، خاصة أن غالبية الجمعيات والمؤسسات عادة ما تتوجه أنظارها بشكل أكبر إلى الأيتام والأرامل. وبينت قصار أن العمل مع هؤلاء الأطفال أعطى نتائج جيدة لأن التعامل معهم يتم وفقاً لأهداف متدرجة حسب تطور حالاتهم وقدراتهم وخير دليل على ذلك أن المؤسسة استطاعت إيصال 22 طفلاً وطفلة إلى مدارس الدمج بعد أن وصلوا إلى نتائج مذهلة للحالات البسيطة.
وأشارت القصار إلى ضرورة هذه الفعالية في توثيق الأمل وتوسيع إدراك الناس وتقبلهم واحتضانهم ومساعدتهم وقبولهم لأطفال متلازمة داون وخاصة الجهات التي تتلاقى مع المؤسسة في هذا التوجه والعاملين على تعزيز قدرات الأطفال ودمجهم في المجتمع بدلاً من المظاهر الكثيرة التي نراها والتي يقوم بها بعض الأهالي من تغييب أطفالهم عن الناس خوفاً من المجتمع.
وأكدت المديرة التنفيذية لمؤسسة حدودي السما ناديا العاقل إلى أن المثابرة مع هؤلاء الأطفال أعطت نتائج كبيرة في مجال تحسين النطق والسمع والجلسات الفردية مشيرة إلى أن المؤسسة بدأت عملها في عام 2017 حيث كان لديها 13 طفلاً وطفلة في حين تعمل حالياً على تقديم خدمات التدخل المبكر والتنمية الفكرية والجلسات الفردية وصعوبات التعلم وجلسات الدعم النفسي لحوالي 75 طفلاً وطفلة مع وجود الكثير من الأطفال في مرحلة التسجيل.
وأوضحت العاقل أن الاحتفال بمرور خمس سنوات على ترخيص وإشهار المؤسسة بمشاركة أطفالها هو احتفال بالإنجازات والتطورات التي تم تحقيقها وطرحها أمام العديد من المعنيين في المجتمع والجمعيات والمؤسسات الأخرى بهدف التشارك والتعاون لتقديم العون لأطفال ذوي الإعاقة. وقالت: استطعنا نقل هؤلاء الأطفال من حالة الاحتياجات إلى حالة أطفال صعوبات حققوا نقلة نوعية في الدمج بالمجتمع وهم أقرب ما يكون إلى الطبيعي وخلال هذه الفعالية تم تقديم قصص نجاح للكثير من الأطفال وخاصة أن المؤسسة أدخلت مادة الحساب الذهني التي ساعدت الكثير منهم على تجاوز الصعوبات. وقد تم عرض فيديو توصيفي يوضح طريقة تعليم الطفل والتعامل معه وتدريبه على النطق والرسم وجميع الخدمات المقدمة في تهيئة الدمج الأكاديمي والمهني وورش الرسم والنحت والتنمية الفكرية وكل ما يمكن أن يصنع فرقاً في حياة هؤلاء الأطفال.
من جانبها عبرت الدكتورة راما عدنان زريق سفيرة النوايا الحسنة للطفولة عن سعادتها بالحفل السنوي لإشهار المؤسسة وقد تعاملت معها بأكثر من اتجاه ووجدت كيف حققت قصص نجاح كثيرة لأطفال كانوا بحاجة للدعم سواء بتعديل سلوك أو حركة أو تطور لحالات النطق لديهم أو كان لديهم مشكلة بالأعصاب. حيث استطاعت المؤسسة أن تحقق لهم تطوراً ملحوظاً في عملية الدمج. مشيرة إلى دعهم الدائم لهذه الفئة من الأطفال والمؤسسات التي تعنى بالطفولة وتهتم بتنمية ابتكاراتهم ومساعدتهم على التواصل وكشف مواهبهم ودمجهم بالتعليم والمجتمع.
الدكتور ماهر محمود آغا أستاذ في جامعة دمشق ومدير عام مركز صدى التخصصي ومدير جمعية الشلل الدماغي تحدث عن أهمية ودور الأساتذة الجامعيين الناشطين في قطاع العمل المجتمعي سواء أكانوا في العلوم النفسية والتربوية أم في موضوع التربية الخاصة. مبيناً أهمية التشاركية بين المؤسسات والجمعيات الأهلية التي تعمل على الأرض والتي تأخذ قوتها من الاحتضان وتقديم الدعم من قبل أساتذة جامعيين مع مؤسسي جمعيات ومتبرعين وكوادر تربوية فهذا يساعد في بناء المجتمع وطرح أفكار جديدة.
الدكتورة عاليا الرفاعي أستاذة في التربية الخاصة بجامعة دمشق تحدثت عن دور الجامعة في التعاون مع مؤسسة حدودي السما لكونها تهتم بشريحة الأطفال ذوي الإعاقة وهي تقدم خدمات متنوعة بالنسبة لهؤلاء الأطفال. مشيرة إلى ما تقدمه المؤسسة من تدريب وخبرات عملية وميدانية لطلاب الكلية من خلال التعامل مع أطفال حقيقيين ضمن بيئة تدريب علمية وعملية وخدمات لغوية وحركية وتعليمية.