الثورة – آنا عزيز الخضر:
ما تتطلبه شروط عروض مسرح الطفل من معطيات وخصوصية، هي على نفس القدر ما تتطلبه من مفردات البساطة، تلك القادرة على مخاطبة الطفل بالشكل الدقيق، والمحاذاة لسويته الذهنية، دون الإخلال بالمعايير الجادة للعرض، والتي ترفع سويته، ليجعل من العرض عالماً جميلاً بقيمه ومفرداته، مقدماً الإضافة الحقيقة لمفاهيمه وأفكاره ومعارفه، هذا ما استطاع بلورته العرض المسرحي “جحا والأميرة بدور” على صالة مسرح العرائس بدمشق تأليف سريعه سليم حديد إعداد وإخراج تاج الدين ضيف الله.
فالعرض يهتم بعالم الطفل الخاص وبعلاقاته، بخياله وآفاق أحلامه، وحاجته لمحيط يحتويه ويرعاه، ويسمع مشاكله، كما هو إمكانية التعبير عن ذاته واحتياحاته، وكان الحامل لكل تلك التفاصيل أسلوباً جذاباً، يشد الطفل ويقنعه عبر السلاسة، التي امتاز بها، مع الحفاظ على الجانب التسلوي والترفيهي.
حول العرض حدثنا المخرج تاج الدين ضيف الله قائلاً: المسرحية تتحدث عن أهمية الصداقة في حياتنا، وكيف على الصديق أن يكون حاضراً في الأفراح والأحزان، محافظاً على الأسرار والوفاء، هذه المقولة العامة للمسرحية، والتي تحمل مقولات أخرى حول ضرورات هامة لعالم الطفل.. كأهمية اللعب والنشاط، والاهتمام بالصحة البدنية والنفسية في ذات الوقت، وذلك من خلال أحداث العرض، التي تحكي عن أميرة حزينة ووحيدة تلاعب دميتها، وتبث لها أحزانها، فهي تعيش في عزلة، يظهر العرض تبعاتها البشعه على الإنسان، فيعلن الملك من خلال المنادي، بأن من يستطيع أن يخرج الأميرة من عزلتها، له مكافأة كبيرة، ومن خلال جحا وحماره وما يفعلان، يصل العرض إلى نتيجة أن دواء الأميرة هو الصداقة، والعلاقات الاجتماعية المتوازنة، التي يملؤها الحب والمودة والثقة، لأن الإنسان بطبعه الفطري يحتاج إلى هذه القيم الجميلة، وقد قدم العرض مقوﻻته بأسلوب فني، يرغبه الطفل كثيراً.. فهو حمل الحكايه والتسلية والترفيه.