هناك في غزة يوجد حكايتان يتنقل الإنسان بين سطورهما عبر مسافة طويلة من الزمن في وطن جريح عاش كل من فيه يترصدون الموت كل لحظة .. وبين قصص وأخبار كانت تروى كل يوم حول أطفال ونساء وشيوخ، تعب الغياب وهم لم يتعبوا من السجود لوطنهم إلى أن أصبحت اليوم تطوقنا أخبارهم كل لحظة فسجدوا للحياة وهم على الأكف يُحملون ويعانقون رب الجلال جلالاً.
بنتٌ أو طفل، شاب، أو امرأة، شيخ أو مسن جمعيهم يدفعون أغلى ثمن لحرب لم يختاروها، ورغم أنهم يتحملون أشد وطأة العنف الصهيوني فإن روحهم تتحدى الصعاب بكل براءة وقوة .. ابتسامة أحدهم وسط الدمار يعني أن الأمل لا يمكن أن يقهر وإنما الذي يجعلنا نحن أكثر قهراً هو أن نرى كل هذه المجازر المرتكبة بحق طفولة لا تكبر، تشيخ قبل أن ترى الحياة وتحوم أرواحها كالطيور فوق سماء وطنها المنكوب.
وما يؤسف أن يرى العالم هؤلاء الطيور مجرد أرقام تذكر على الشاشات وفي الأخبار وتتصدر صفحات التواصل الاجتماعي .. حصيلة اليوم عشرون طفلاً شهيداً.. وصل عدد الشهداء الأطفال إلى 1700 شهيد .. استشهد اليوم كذا وكذا ..
هم ليسوا أرقاماً كما تصورهم المحطات وخاصة المعادية للإنسانية هم أيقونات وأرواح نقية وأحلام تتسرب إلى السماء.. أطفال غزة الذين قتلتهم إسرائيل وأحلامهم المقتولة معهم .. ليسوا أرقاماً ومن المعيب على الإنسانية التي تتفرج على هذه المجازر وأن تكتفي بعدهم حتى دون ذكر أسمائهم .. ولا تحرك ساكناً.
هؤلاء الأطفال .. طيور الجنة هم أشخاص كانت لهم طموحاتهم وكانوا جزءاً من أسر تحبهم ولن تبقى حياتهم بعد رحيلهم كما كانت قبل ذلك..ما يحدث من قتل لعشرات الأطفال يومياً وربما المئات هو هدم لكرامة الطفل وحقوقه التي تتغنى بها تلك الدول المسببة والقائمة على هذه الجرائم… نعم أطفال غزة هم طيور الجنة هم أرواح مظلومة على الأرض معززة في السماء.
السابق
التالي