الثورة- فؤاد مسعد :
لم يكن المشهد السينمائي العربي خارج الأحداث الدامية التي تجري في فلسطين، خاصة أن الفن السابع لم يكن يوماً بعيداً عن القضية الفلسطينية، فكثيرة هي الأفلام التي حملت الرسالة على عاتقها بأمانة لتُظهر حقيقة الكيان المجرم أمام العالم أجمع. وبهذه الروح نفسها تعاطى السينمائيون والمثقفون العرب مع ما يجري اليوم على الساحة، حيث أرخت الأحداث الدامية في فلسطين بظلالها على الحراك السينمائي، حيث أعلنت العديد من المهرجانات السينمائية العربية العريقة والهامة عن تأجيل أو إلغاء دوراتها التي كان من المقرر إقامتها خلال هذه الفترة من السنة.
لقي هذا الأمر ترحيباً من قبل الكثير من السينمائيين العرب، في حين رأى آخرون أنه كان يمكن لهذه المهرجانات أن تلعب دوراً مختلفاً في هذا الوقت بحيث تلغي المظاهر الاحتفالية وتبرمج تظاهرات سينمائية داعماً للقضية الفلسطينية بما في ذلك عرض أفلام حولها لمخرجين فلسطينيين وعرب وإقامة ندوات تتمحور حول ما تتناوله هذه الأفلام من رؤى وأفكارـ لتعزيز وصول الصوت الفلسطيني إلى أوسع مدى .. ولكن في النتيجة إن كان “إلغاء أو تأجيل المهرجان” أو “إقامة المهرجان مع تغيير في برنامجه”، فكلاهما يصبان في المنحى ذاته، نصرة لأهلنا في فلسطين ولما يعانونه جراء المجازر التي تًرتكب في حقهم.
أولى المهرجانات التي أعلنت التأجيل مهرجان الجونة في مصر والذي كان من المزمع عقد دورته السادسة بين 27 تشرين أول و 2 تشرين ثاني تحت شعار “سينما من أجل الإنسانية”، ويعتبر هذا التأجيل الثاني للمهرجان، وجاء في البيان الذي صدر عن منظميه أن التأجيل جاء “مراعاة للأحداث المأساوية في غزة” ما يعكس “تضامن إدارة مهرجان الجونة السينمائي مع الشعب الفلسطيني، وتعاطفاً مع أهالي غزة”، وانتهى البيان للإشارة إلى أمل إدارة المهرجان أن تقام الدورة السادسة في أقرب وقت بعد استقرار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
تبعه مهرجان “أيام قرطاج السينمائي” حيث قررت وزارة الشؤون الثقافية في تونس إلغاء تنظيم الدورة 34 من المهرجان والتي كانت ستقام بين 28 تشرين أول و 4 تشرين ثاني، وجاء ذلك تضامناً مع الشعب الفلسطيني واعتباراً للأوضاع الإنسانية الحرجة التي تشهدها غزة وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة جرّاء العدوان الصهيوني الغاشم .. كما أجّلت وزيرة الثقافة المصرية الدورة 45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي كان مقرراً إقامته بين 15 و 24 تشرين ثاني القادم على أن يُحدد موعد جديد لها في وقت لاحق .. وضمن الإطار نفسه تم تأجيل الدورة 11 من مهرجان أجيال السينمائي في الدوحة والذي كان سيُعقد خلال الفترة الواقعة بين 8 و 16 تشرين ثاني القادم.
التالي