الثورة – ميساء الجردي:
المشاركة في العمل الإنساني مسؤولية مجتمعية تقوم بها بعض الجهات الأهلية والجمعيات إلى جانب المسؤوليات الحكومية، وهي مؤشر للتعاطف مع الآخر حتى ولو كان ذلك يقدم بإمكانيات متواضعة.
جابر قسام رئيس مجلس إدارة جمعية التآخي الخيرية في صحنايا بين أن الجمعية تقدم خدماتها منذ أن أشهرت في عام 2005 وتهتم بالجانب الاجتماعي والإنساني ضمن برامجها المتعددة وخاصة برنامج تأهيل ومساعدة الأطفال من ذوي الإعاقة عبر المعالجة الفيزيائية الذي يتم تنفيذه كل يوم سبت ويقدم خدماته مجانية بالكامل.
وأوضح قسام بعض الجوانب التي تعمل عليها الجمعية ومنها توزيع اسطوانات أوكسجين وكراسي عجزة ومرافق للمعوقين، وتوزيع معونة مادية صغيرة للأسر المسجلة في الجمعية تبلغ 50 ألف ليرة شهريا تقدم للأرامل وأسر شهداء والجرحى وهو مبلغ صغير ولكن من مبدأ “بحصة تسند جرة”. وذلك لكون إيرادات الجمعية متواضعة وتقتصر فقط على أهل الخير من سكان البلدة. ولفت بأن عدد المستفيدين في مركز المعالجة الفيزيائية هم 33 طفلا من ذوي الإعاقة، وهناك 40 عائلة مستفيدة من الراتب الشهري.
وتحدث رئيس الجمعية عن بعض الأنشطة التي يقومون بها ومنها البرنامج الترفهي الذي يقام كل سبت والمخصص للأطفال من ذوي الإعاقة، وتكريم الطلاب المتفوقين، والاحتفال بمناسبة عيد الأم وكذلك القيام بإفطار خيري خلال شهر رمضان. متمنيا أن يكون هناك مبادرات من أحد المنظمات تعين الجمعية في إقامة مشاريع صغيرة لهذه العائلات لكي نستطيع أن تعمل بها.
وأشارت عضو الجمعية نسرين منذر إلى برنامج بدؤوا العمل به ويخص توزيع الأدوية من خلال التعاون مع بعض الصيدليات في المنطقة لتقديم نماذج طبية بحسب الصفات التي يحملها المحتاجون للأدوية وهناك تعاقد مع بعض الأطباء لتقديم خدمات طبية مجانية.
وبين مازن دبور عضو جلس إدارة في الجمعية أن عملهم حاليا يتركز على تقديم الإعانات المالية وبعض المواد العينية من المتبرعين وهي لا تكفي للأسر المستفيدة لديهم الأمر الذي يحد من عملهم الإنساني والخيري. لافتا إلى أهمية دعم المجمعية فيما يخص المجال التنموي للقيام بمشاريع صغيرة تساند في تلبية حاجات المسجلة لديهم، كما أنهم يحتاجون لأشخاص يقدمون أفكارا لمشاريع تهمهم مثل ماكينة خياطة أو مشروع إنتاج فطر أو تربية أبقار لكي نقوم بدورنا في رفعها للمعنيين في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل. وخاصة أن لدينا تجربة مهمة مع مشروع الرداء التآخي الخيري وهو ورشة للخياطة يصنع ألبسة وأحذية تقدم للمسجلين بالجمعية بشكل مجاني.
من خلال التحدث مع بعض المستفيدين من خدمات الجمعية بينت والدة الطفل مراد شحتوفي أن ابنها لديه شلل بالأطراف السفلية وإعاقة خلقية وهي تأتي به إلى الجمعية من أجل جلسات العلاج الفيزيائي في (سبت الأمل) لكنها بنفس الوقت أكدت أن مصروف ابنها المعوق على جلسات المعالجة الأخرى ومستلزماته كبير جدا وما تقدمه الجمعية ضمن إمكانياتها هو بسيط جدا مقارنة باحتياجاتهم كعائلة لديها طفل معاق والأب لا يعمل. وتحدثت المستفيدة سماح الجنيات عن وضعها الاجتماعي والإنساني وخاصة أنها أرملة ولديها طفلان أحدهما مصاب بالصدفية ويحتاج إلى علاج بشكل دائم وأدوية.
وأشارت شذا بأنها مستفيدة جديدة في الجمعية وهي أرملة وليس لديها أي معيل و تعمل بشغل السنارة لكي تسد بعض حاجياتها فالمردود قليل جدا.
وتحدث والد الشابة إيمان بأن ابنته مطلقة وعاجزة بنفس الوقت وهو عامل يومي بالأجرة وما يقدمه لا يكفي ثمن أدويتها.. وبين أن الجمعية تقدم له راتبا شهريا بسيطا ضمن إمكانياتها، وبنفس الوقت تتواصل معه في حال وصلها أي نوع من المساعدات فهي لا تقصر ضمن ما يرد إليها.