ثورة أون لاين: يبدو أن السياسة التي تتبعها الحكومة التركية منذ بداية الأزمة على سورية هي سياسة إغماض العين عن المسلحين الداخلين و الخارجين من وإلى سورية عبر الحدود التركية والتي تطورت إلى سياسة تحالف مع الدول الداعمة للإرهاب في المنطقة رغم إختلاف الأجندات السياسية بين هؤلاء الداعمين وأولهم مملكة الشر الوهابية.
بعد صعود أردوغان على رأس الدولة التركية أصبح الطريق ممهداً له ولمجموعته للسيطرة على مقاليد الحكم فيها إلى فترة قد تمكنهم من الاستمرار بإنتهاج السياسة ذاتها والتي أدت إلى وصول تنظيم داعش الإرهابي إلى ما وصل إليه في المناطق التي يتواجد فيها في سورية والعراق، وربما هذا الأمر وصل معهم إلى حد التحالف وتبادل المصالح بين هذا التنظيم الإرهابي وبين القيادة السياسية التركية بزعامة أردوغان الراغب في تأزيم المنطقة وخلط الأوراق فيها ليطفوا هو وحزبه على السطح ويجعل من نفسه سلطاناً عثمانياً جديداً لا تستطيع الدول الإقليمية تجاوزها بعد إضعاف مقدراتها والتحالف مع إسرائيل سراً وعلناً وتنفيذ ما يطلب إليه إرضاءً الولايات المتحدة الأمريكية التي عومته وساعدته في القضاء على خصومه السياسيين أمثال فتح الله غولن المتحالف الرئيسي معه منذ البدايات السياسية الأولى لحزب العدالة والتنمية والذي انقلب عليه بعد أن سيطر على الجيش في تركيا وخلع عنهم أنيابهم وأصبحت قيادة المخابرات والجيش في قبضته، ولولا المساعدة الأميركية والصمت قام به أردوغان لما وصل إلى سدة الرئاسة والحكم بعد الاحتجاجات الكبيرة والتي كان أهمها ما حدث في تقسيم منذ سنتين تقريباً واستطاع القضاء عليها وعلى سواها من إحتجاجات.
وما قدم له من دعم إمريكي ليس بدون سبب فالولايات المتحدة الأمريكية لا تمنح شهادات تقدير مجانية لعملائها دون أن ينفذوا ما يطلب إليهم والاستمرار في التنفيذ، لأن التوقف عن ذلك يعني نهاية الحياة السياسية له ولأمثاله خونة التاريخ والجغرافية.
أحمد عرابي بعاج