الثورة – رفاه الدروبي:
ترصد خديجة مروان الحسن في مجموعتها الشعرية الثالثة ضعف وهشاشة الواقع وتحولاته ليست عن بُعد بل من داخله كأنَّها تتحرك مع الأشياء والصور والألوان والساعات والناس والمعاني وتتداخل فيها.
الشاعرة الحسن عضو اتحادي الكتاب العرب، والصحفيين السوريين، وأمين سر جمعية العاديات في حمص. صدر لها ثلاثة دواوين وكتاب نقدي، وتضمُّ مجموعتها الجديدة “محاولة لهيكلة الفراغ” 62 قصيدة من القطع المتوسط تتوزَّع على 124 صفحة صادرة عن دار قطنة للنشر وصورة الغلاف منحوتة للتشكيلي إسماعيل الحلو.
وأشارت الحسن بأنَّ مجموعتها انتهجت المدرسة الواقعية رغم رمزية بعض القصائد فكانت صادقة بعيدة عن المبالغة والتصنُّع والتزلُّف حتى في حالات الحب بين الرجل والمرأة. أنشدت في قصيدة لها بعنوان “مزامير احتضار”:
بين الحضور والاحتضار
بين سقطة الوسن وسوط الغياب
وفوق سود الأغاني
وتهاليل الرماد
هرهرت أوراق امرأة
وبعثرتها الريح في عرس حبيبها
اعتمدت في مجموعتها على نمط الشعر الحديث المتحرِّر من قيوده القديمة رغم تأثرها بتيارات الشعر الرومانسي وتسرُّبه في نتاجها تسلسلاً سلساً، كما تتخلَّص الشاعرة خديجة في ديوانها من أسلوب الخطابة والتقريرية – حسب أقوالها- وتستند إلى الإيحاء والرمز والصور التخيلية، والاهتمام بالحداثة الداخلية والشكلية.
يُعبَّر شعرها عن الخيبة الطاغية من العصر والحصار المضروب حول الإنسان بوطنه وقسوة ظروفه وضراوتها
أنشدت في قصيدة “أنا من أهوى”:
انكسرت أيامنا الجميلة
ووقع الجوع على الخراب
صار الندى جحيما
وادلهمَّ الحريق بالأشجار
انعطف الطريق إلى الموت
ورتب المسافة
بين عراء الروح
وهجرة الأوطان
ضاع الزمان قهرا
في أكذوبة الربيع
والأمل المستحيل …