مازن جلال خيربك
عناوين شتّى تحفل بها العناوين المطروقة يومياً في قاموس لغتنا، على حد سواء، منها ما هو حقيقي، ومنها ما هو صوريّ لدرجة باتت الذاكرة تفرض النسيان وتفرزه وفقاً لناموسها بإخراج الذكريات والمعلومات غير المستخدمة والأقل أهمية من غير المهم حتى.
مَن مِن الأفراد في طول البلاد وعرضها يعرف على وجه التحديد ما الذي يتم في قطاع البيئة ضمن نشاط وزارة الإدارة المحلية والبيئة، بل من الذي سمع عن شيء يتعلق بهذا القطاع منذ أكثر من عقد وحتى الآن، مع الأخذ بعين الاعتبار أننا كلنا نتمنى ان يكون الاهتمام بهذا القطاع جزءاً رئيسياً وليس ثانوياً من عمل الوزارة للفوائد الجمّة التي تعود على الجميع بالنفع.
بالمنظور الجامد فنطاق عمل البيئة محدود، أما بالمنظور الواسع المرن التنموي فالقطاع شديد الأهمية وله علاقة بكل شيء حتى بالاقتصاد اليومي، فعلى سبيل المثال ما من فرد في الساحل إلا ويعرف ان البحر مصاب بالتصحر تماما، نتيجة عوامل عدة أولها وعمود خيمتها إهمال بيئته، في حين يمكن للاهتمام بالبيئة البحرية ان ينتج أسراباً بالملايين من الأسماك بعد توفر الطحالب الصخرية اللازمة لغذاء المخلوقات البحرية.
أما بالنسبة للجبال فحدّث ولا حرج.. فلا يختلف اثنان أن الحراج والأشجار المثمرة جزء لا يتجزأ من البيئة قبل الحديث عن الناحية الجمالية للحراج والأشجار المفقودة حرقاً وإهمالاً، ومفرزاتها على السياحة والإنتاج وبيع المحاصيل في الداخل للأسواق والتصدير للفائض او التخصصي منها في نوعيته ومواصفته كالسماق والصنوبر والتفاح والدراق وسواها.
البيئة عنصر رئيسي في كل ما يحيط بنا ولاسيما في الساحل الذي بات بحق الرئة التي تتنفس عبرها سورية سياحة وسكنا وزراعة ومياها، الأمر الذي يتطلب عملاً جدياً على كل الصعد لتفعيل هذا القطاع وتطويره ليس للترف والرفاهية بل لتلافي الكثير من النواحي السلبية التي تعترض حياتنا اليوم وتطورها ككرة الثلج لتعيق نمو الاجيال الناشئة على أفضل تقدير، ولعل الامكانات المتاحة غير كبيرة او غير متوفرة، بل يمكن القول إن بعض المرونة والديناميكية من شأنها تفعيل المبادرات الفردية أو أي آلية يمكن من خلالها الوصول الى صيغة تضمن على الأقل البداية.
