ناصر منذر
يضيف العدو الإسرائيلي جريمة أخرى إلى سلسلة جرائمه الوحشية المتواصلة بحق أهالي قطاع غزة المحاصر، تتمثل بقطع الاتصالات والإنترنت عنه، بهدف التغطية على المجازر التي يرتكبها بحق الأطفال والنساء، إذ ترافق قطع الاتصالات مع تصعيد غير مسبوق في القصف الوحشي الذي يتعرض له القطاع المحاصر باستخدام قنابل الفوسفور، والمزيد من أنواع الأسلحة المحرمة دولياً.
قطع الاتصالات عن غزة، يكشف نيات الاحتلال المبيتة تجاه مواصلة تدمير غزة فوق رؤوس أطفالها ونسائها وشيوخها، وإضافة معاناة جديدة تتمثل بإجبار من يكتب له النجاة من القصف على السير لمسافات طويلة تحت وابل من صواريخ العدو وقذائفه من أجل الإبلاغ عن حالات إسعافية جديدة تستوجب نقلها إلى المشافي، والتي تعاني بدورها من شلل شبه تام، نتيجة تدمير معظمها، وقطع الإمدادات واللوازم الطبية عنها من الاحتلال.
غزة، باتت اليوم شبه معزولة عن العالم الخارجي، بفعل قطع الاتصالات عنها، ما يشير إلى أن الاحتلال يحاول البحث عن صورة نصر وهمي بين ركام جثث الأطفال والنساء بعيداً عن أعين العالم، ولإعطاء الولايات المتحدة والغرب الجماعي الداعم له مساحة أكبر للاستمرار في نشر الأكاذيب، وممارسة التضليل لتشويه الحقائق على الأرض، في سياق الانحياز الغربي الكامل لكيان العدو، وتشجيعه على الاستمرار بارتكاب مجازره الوحشية من دون أي محاسبة دولية رادعة، طالما يقوم ذاك الغرب بحمايته من المساءلة القانونية والأخلاقية.
قطع العدو الإسرائيلي الاتصالات عن غزة، لن يسعفه كثيراً في حجب الحقائق، وإسكات صوت الحق، وقد سارعت الكثير من المنظمات الدولية الإنسانية، وبعض المواقف الدولية لإدانة هذا الإجراء الهادف للتغطية على جرائم الاحتلال، وهذا يدل على أن العالم بدأ يدرك حجم الجرائم التي يرتكبها هذا الكيان المارق فوق القوانين والمواثيق الدولية، ولم يعد باستطاعته تقديم أي حجج واهية إضافية لتبرير جرائمه.
كذلك لن يكون بمقدور الولايات المتحدة والدول الأوروبية الاستمرار بالتستر على جرائم ومجازر العدو الصهيوني، وأيضاً فإن الإعلام الغربي الفاقد لمصداقيته لن يكون قادراً على مواصلة خداع الرأي العام العالمي عبر ضخ الروايات الكاذبة لتزييف صورة الأحداث على الأرض، ما يعني في النهاية أن العدو الصهيوني أصيب بهزيمة جديدة، تضاف إلى هزائمه في الميدان، فقتل المزيد من الأطفال والنساء في غزة، وتدمير البنى التحتية لا تصنف في العرف الدولي على أنها “انتصار”، وإنما جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية تعكس فشل العدوان، وحالة الهيستيريا التي وصل إليها مسؤولو الكيان الغاضب بسبب هزائمهم المتتالية.
السابق