بناء شخصية الإنسان أهم من بناء الحجر مهما زين هذا الحجر الأبنية والعمارات، ومهما عمَّرنا من عقارات أخاذة في شكلها وزخرفتها، لأن الأهم هو بناء الإنسان الذي هو الغاية والهدف في هذه الحياة.
والطبيعة البشرية فيها الإيجابي والسلبي والأمر الطبيعي عند أي شحص ومن خلال حياته ومسيرة عمله يخطئ ويصيب، وأحياناً ينتج الكثير الكثير واحياناً يتعثر وكل من يعمل ممكن أن يخطئ ويصيب.
وعندما ينجح الشخص فهذا هو المطلوب وهي الغاية والهدف أما إذا وقع في الأخطاء والمطبات فهنا تكون مهمتنا في إعادته إلى الصواب وبكل الوسائل الممكنة لأننا إذا تركناه يتيه في غلطه نكون قد أسأنا له وللمجتمع الذي نريده قوياً سليماً ومعافى.
وفي هذه الحالة تأتي مهمتنا وشغلنا الشاغل وأهم الأمور في المعالجة هو استعمال الحكمة والتأني في تصحيح الأخطاء، فأحياناً نجد أحد الأشخاص يضيع الوقت سدى دون فائدة وليس له عمل يقيم به شؤونه ويسد حاجته اليومية والحياتية فمهمتنا هنا تكمن في إيجاد عمل ما له يتناسب مع عمره والمهنة التي يستطيع أن يعمل بها ونقوم بضرب الأمثال له عن الذين أنتجوا وامتلكوا بجهدهم وعملهم الكثير.
وأحياناً نجد في حارتنا أو حيينا الذي نسكن فيه أو من أسرتنا شباباً يافعين فشلوا في التحصيل العلمي والدراسة ويهمون بترك التعليم، وطبعاً هذه قمة الأخطاء ومعالجتها تحتاج إلى الدراية والفن في الإقناع ولابد هنا من الحوار الهادئ والبنَّاء وشرح مواطن الجهل والضياع عند الإنسان الأمي الذي لم يتعلم ونشرح كيف له بأن هذا الإنسان يعتبر ضائعاً بين المثقفين والمتعلمين وإفهامه بأن العلم هو البوصلة والنور الذي يوصل للحقيقة ونوضح له بأن العالم ما وصل إلى ما وصل إليه من إبداعات وإنتاج إلا بالعلم والتعلم.
وهنا نكون قد أسهمنا في معالجة غلط فظيع وأضفنا للمجتمع شخصاً فاعلاً كاد أن يضيع عن جادة العلم والمعرفة التي هي الأساس في بناء الإنسان.
إذاً معالجة الأخطاء لها أصولها وقواعدها والأهم من هذا وذاك هو استعمال الحكمة وعدم التجريح أو إزعاج المخطئ على مبدأ الحكمة التي تقول: “الفظاظة في المعالجة في أغلب الأحيان تأتي عكس ما نتمنى” وكم نحتاج في أسرنا إلى التوجيه السليم لأبنائنا عندما يقعون في الغلط.
وهناك مبدأ يقول بالحوار والكلام الطيب والاحترام لابد أن نصل إلى الحل المطلوب وختاماً نقول إن معالجة الخطأ لا تكون بالخطأ بمقدار ما تكون بالحكمة والهدوء، فبالحلم نكون قد وصلنا إلى المرام وهو إعادة المخطئ إلى جادة الصواب.
جمال شيخ بكري
