وترتفع معاناة الكيان الصهيوني الوجودية

فؤاد دبور

أمين عام حزب البعث العربي الديمقراطي في الأردن- تحت التأسيس

تحركات وعلى أعلى المستويات لدعم الكيان الصهيوني، أمريكية، بريطانية، فرنسية، ألمانية خاصة، وأوروبية وتابعين بشكل عام.
ونؤكد مهما قدمتم من دعم سياسي، عسكري، مالي، سياسي وتزوير إعلامي، ومهما فعلتم للكيان الصهيوني الغاصب سيبقى هذا الكيان في أزمة وجود، حيث يعتبر كياناً مصطنعاً لا يقوم على العناصر والأسس التي تجعل منه دولة طبيعية  حيث لا أصالة ولا تاريخ ولا شعب بمقومات الشعب وعناصره بل يتشكل من مجموعات مهاجرين تم استقدامهم من دول متعددة في هذا العالم، كيان يحمل بذور الفشل ذلك لأنه صناعة استعمارية لخدمة مصالح الدول الاستعمارية التي صاغته وصنعته وساعدته على اغتصاب أرض الآخرين، ويأتي في مقدمة الدول الاستعمارية هذه بريطانيا التي أوجدته على أرض فلسطين العربية وقد رعته بعد قيامه الولايات المتحدة الأمريكية.
بمعنى أن هذا الكيان لايمتلك مقومات الاستمرار في الوجود لأنه اعتمد في الأصل، ولا يزال يعتمد، على الخارج الذي أمده بكل ما يحتاجه لاستمرار بقائه من قوة مالية واقتصادية وعسكرية وبشرية وسياسية، هذا أعطاه ويعطيه القدرة المؤقتة على البقاء، والاعتماد على الآخرين بجعله كياناً غير طبيعي ما يجعل هواجس الوجود تسيطر على الصهاينة بكل تلاوينهم السياسية والعرقية، كما يجعل قادة العدو الصهيوني يتوجسون خيفة من أي تحرك سياسي أو تنظيمات فلسطينية وعربية مقاومة ومن امتلاك أي قطر عربي للسلاح حتى لو كان هذا السلاح أمريكياً مشروطاً بعدم استخدامه ضد كيانهم.
ولنا من مجريات الأحداث التي أقدمت عليها المقاومة يوم السابع من تشرين الأول التي ألحقت بالكيان هزيمة غير مسبوقة ما جعله يقدم وبدعم أمريكي – أوروبي على الجريمة الدموية البشعة ومازالت هذه الجرائم جريمة تلو الاخرى ضد المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم مستمرة.. ولكن إلى متى.. وإلى أين؟
كما تتجسد الهواجس والمخاوف والقلق الصهيوني من امتلاك المقاومة الفلسطينية لأبسط أنواع السلاح للدفاع عن النفس مثلما يتوجس خيفة من امتلاك المقاومة الإسلامية والوطنية اللبنانية لصواريخ يمكن أن تلحق بالكيان الصهيوني أضراراً بالغة مثلما يتخوف هذا الكيان من إمكانية امتلاك إيران للطاقة النووية حتى لو كانت للأغراض السلمية، ويتم التعبير عن هذا التخوف في الحصار والاستهداف الصهيوني والغربي بعامة والولايات المتحدة بخاصة المفروض على إيران وتوجيه التهديد تلو الأخر لها.
كما يتجسد هذا القلق من سورية التي تدعم المقاومة وترفض الانصياع للاشتراطات الأمريكية التي هي في الواقع اشتراطات الصهيونية ، وهذا القلق والخوف من الموقف السوري المتمسك بالثوابت الوطنية والقومية والداعم للمقاومة يتجسد فعلياً بالحصار والحرب الكونية المتعددة الأطراف التي استهدفت وتستهدف سورية هذه الأيام والتي يقوم قادة الكيان الصهيوني والدول الاستعمارية والامبريالية الراعية للكيان الصهيوني سواء بشكل مباشر عبر فرض الحصار والعقوبات ونهب الثروات النفطية والمواد الغذائية أو بشكل غير منظور بوضوح عبر تقديم الدعم المادي والإعلامي والسلاح لعصابات تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في سورية مثلما تستهدف الدولة السورية وقيادتها المقاومة.
مثلما تنتاب حكام الكيان الصهيوني الهواجس على استمرارية كيانهم في الوجود عبر فقدانهم الثقة بالقدرة على تثبيت هذا الوجود رغم استخدام القوة العسكرية والحروب والعدوان وممارسة كل الأعمال الإجرامية ضد شعب فلسطين صاحب الأرض المغتصبة وضد العرب عموماً وعدم القدرة على وقف مقاومة الشعب الفلسطيني لكيان احتل أرضه وشرد الملايين من أبنائه وأقام مستعمرات استيطانية في معظم وطنه.
ويمكننا أن نتوقف عند حقائق واقعية تؤكد أن الصهاينة يعيشون فعلياً أزمة وهواجس وجود ومن أبرزها:
1- الانتصارات التي أحرزتها المقاومة ضد الكيان الصهيوني وبخاصة انتصار 7 تشرين الاول 2023 وإجبار قادة الكيان الصهيوني على الانسحاب من معظم الأرض المحتلة في جنوب لبنان، وانتصار المقاومة في حرب تموز عام 2006م في الحرب ضد لبنان ومقاومته وانتصار المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على الحروب العدوانية 27 كانون الأول عام 2008م واعوام أخرى لاحقة، وقدرة المقاومة على توجيه ضربات موجعة متعددة ضد العدو الصهيوني.
2- فشل المشروع الأمريكي في تحقيق أهدافه السياسية في المنطقة والمتمثلة بإعادة رسم خارطتها وفرض السيطرة عليها، وجر عدد جديد من الأنظمة للتطبيع مع هذا الكيان.
3- ازدياد قوة المقاومة والدول الداعمة لها رغم ما تتعرض له هذه الدول من مؤامرات وضغوطات وحصار بأشكال متعددة.
4- الهجرة اليهودية المعاكسة والتي تعتبر مؤشراً على انعدام الثقة باستمرار وجود هذا الكيان.

5- تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في الكيان الصهيوني والتي يتم التعبير عنها بالاحتجاجات الكبيرة المتواصلة.
وقد لحقت خسائر بهذا الكيان في ظل العدوان الحالي مئات المليارات من الدولارات.
6- ظاهرة التهرب من الخدمة العسكرية في صفوف الجيش الصهيوني.
7- غرق الكيان الصهيوني وحكامه في الانحلال والفساد والرشوة.
ليس هذا أملاً نتمنى تحقيقه بل واقع سيتحقق مع الزمن غير البعيد.

آخر الأخبار
انطلاق سوق "رمضان الخير" في دمشق لتوفير المنتجات بأسعار مخفضة المعتقل صفراوي عالج جراح رفاقه في سجن صيدنايا وأنقذ الكثيرين "حركة بلا بركة" تفقد واقع عمل مديريات "التجارة الداخلية" في اللاذقية خسارة ثالثة على التوالي لميلان تكثيف الرقابة التموينية بطرطوس.. ومعارض بأسعار مخفضة برشلونة يستعيد صدارة الليغا باحث اقتصادي لـ"الثورة": لا نملك صناعة حقيقية وأولوية النهوض للتكنولوجيا شغل (الحرامات).. مبادرة لمجموعة (سما) تحويل المخلفات إلى ذهب زراعي.. الزراعة العضوية مبادرة فردية ناجحة دين ودنيا.. الشيخ العباس لـ"الثورة": الكفالة حسب حاجة المكفول الخصخصة إلى أين؟ محلل اقتصادي لـ"الثورة": مرتبطة بشكل الاقتصاد القادم المخرج نبيل المالح يُخربش بأعماله على جدران الحياة "الابن السيئ" فيلم وثائقي جسّد حكاية وطن استبيح لعقود دورة النصر السلوية.. ناشئو الأهلي أولاً والناشئات للنهائي كرة اليد بين أخطاء الماضي والانطلاقة المستقبلية سلتنا تحافظ على تصنيفها دولياً الأخضر السعودي يخسر كأس آسيا للشباب دوبلانتيس يُحطّم رقمه القياس رعاية طبية وعمليات جراحية مجاناً.. "الصحة" تطلق حملة "أم الشهيد"