الكتابة كالصيام لاتكون دون نيّة

الثورة- رفاه الدروبي:
أربعة أقمار روت دماؤهم الزكيَّة أرض غزة لتزهر شقائق النعمان في معركة “طوفان الأقصى” الكاتبان هبة أبو ندى وحسين مهنا والشاعر عمر فارس أبو شاويش والناشر عدنان أبو غوش هبُّوا من أجل فلسطين حبيبة السماء.. شحذوا أقلامهم، وكانوا إلى جانب الساهرين في ميادين الوغى للدفاع عنها.
هبة أبو ندى
شاعرة وقاصَّة، وما بينهما مواهبُ كثيرة. نذرتْ كتابتها لتكون ناطقة باسم القضية الفلسطينية وآلامها، تُحاوِلُ صنع أمل بالغد في وجهِ كلِّ من عرفها. دخلت في عداد الشهداء خلال “العدوان الإسرائيلي الهمجي” على غزة. إنَّها ابنة عائلة لاجئة من بيت جرجا المهجّرة والمدمرة منذ خمسة وسبعين عاماً درست الكيمياء الحيوية والتأهيل التربوي، ونالت عدة جوائز في القصة القصيرة على مستوى فلسطين والوطن العربي.
الدكتورة هبة شاركت في عدة إصدارات شعرية منها “العصف المأكول”، و”شاعرة غزة”، و”أبجدية القيد الأخير” تناولت فيها قضايا تستنزف الإنسان المُحاصر في غزّة منذ سبعة عشر عاماً، مازجة في أسلوبها مقاربات مختلفة عن الحبّ والحرب والتفاصيل اليومية. انشغلت أبو ندى في رواياتها بقضية العدالة، في محاولة منها للمَزج بين الواقع الفلسطيني تحت الاحتلال، وعاشت مع شخصيات تُهدهِدُ على أكتافهم. يكبرون فتكبُر معهم. يبكون فتمسحُ ما انهال على خدِّهم من وجع، وتتابعُ حرفاً بحرف، فاصلة على نقطة، لتخرَجَ روايتها إلى النور.
حظيت بسمات شخصية أبرزها معرفة ما تريده من طريق اختارته بروح هادئة وربَّما بعكس ما يُتوقَّع من كاتبةٍ يُشارُ لها بالبنان، فلا تحب ضجَّة الحديث إن لم تكن نقاشاتٍ ثرية حقيقية، تبتعدُ عن التَّكلُّف المُصطنع، ما جعلَ كتاباتها “حنونة” تشعر قارئ نصوصها، أنَّ شيئًا ما يحتضنه، فهي تكتب كقارئٍ يبحثُ عن مرآة تعكسُ سرَّ مكنونه مشبهة الكتابة كالصيامِ فلا تكونُ بغير نيَّة.
بينما خطت أناملها قبيل استشهادها بأيام عدة تدوينات مؤثره لها على صفحة فضائها الأزرق قائلة: “أَنَا أحاولُ الكتابة بلا أصابع، والصُّراخَ بلا فم، والبكاءَ بلا عيون! أحاولَ أن أتنفَّس من خلال النَّص، لأنَّ الحاجة للكتابة أحياناً تكون أشدَّ من الأوكسجين! أحاولُ ابتكارَ خامةٍ جديدةٍ للكتابةِ علَّها تستطيعُ قياس مقدار الوجع في الكلمات، والشعور بكمية الاحتباس الحراري في الدموع، وفك تشفير الحزن! وأردفت بأنَّ ليل المدينة معتم إلا من وهجِ الصواريخ، صامتٌ إلا من صوت القصف، مخيف إلا من طمأنينة الدعاء، أسود إلا من نور الشهداء.
كما كتبت بُعيد ساعات من انطلاقة عملية “طوفان الأقصى”: “أيُّ كاتب مجنون وضعَ كلّ الأحداث الصادمة في حلقة واحدة، لكنَّ شبابنا لا يُجيدون كتابة المسلسلات الخيالية؛ يُجيدون كتابة الواقع بالدم والنار! أيّتها الحلقة المهيبة لا تنتهي، كلّنا شهود الدهشة”.
عمر أبو شاويش
الشاعر عمر فارس أبو شاويش، الناشط المجتمعي للفئات العمرية الشابة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، يحمل خبرات في التخطيط وبناء القدرات والعمل الإبداعي. شارك في العديد من المؤتمرات الدولية والعربية والمحلية، وحصل على الجائزة في مجال الثقافة والأدب، وأخرى جائزة الشباب العربي المتميز على مستوى الوطن العربي من قبل مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة التابع لجامعة الدول العربية، وله إسهامات مختلفة على الصعيد المجتمعي والشبابي والثقافي والفكري، كما ‎شارك في تأسيس العديد من الجمعيات والهيئات الشبابية، وقدَّم مبادرات متميزة في المجالات نفسها.
دأب أبو شاويش خلال حياته القصيرة على نقل واقع صعب نشأ فيه إلى العالم، ولم يكتفِ بالحديث عن المشكلات في وسائل الإعلام، بل شارك في المؤتمرات في المحافل كلها.
حسين مهنا
الشاعر حسين مهنا بلغ العقد السابع من العمر. ولد في قرية البقيعة بالجليل لأبوين فلاحين فقيرين، إلا أنَّهما استطاعا أن يُوفِّرا له إمكانية مواصلة دراسته الثانوية المدفوعة الأجر في قرية الرامة المجاورة لقريته، ولم يكن بمقدوره “مادياً” التحصيل الجامعي، فاكتفى بالتثقيف الذاتي، وكان أحد أبرز شعراء الرّعيل الثّاني من شعراء المقاومة الفلسطينية. كتب الشعر العمودي والمُطوَّر، والقصة القصيرة، والمقالة، والنص الأدبي المعروف اليوم بقصيدة النثر، متناولاً القضايا الوطنية والوجدانية معروفاً بشاعر الحب والوطن
كان للمرأة نصيبٌ وافرٌ في نصوصه، لذا أهدى قصائده للأم وللزوجة والابنة، ونشرت أعماله الأدبية في مجلات كثيرة ترأس تحريرها.. منها: “مجلة الغد”، كما نُشرت قصصه وقصائده بأسماء مستعارة تحايلاً على “السلطات الإسرائيلية”، وأدرجت قصيدته “أبصر” في المنهاج المدرسي في مدارس دولة فلسطين.
رفض مهنا الأضواء والشهرة، مُبرِّراً السبب بقوله: “أحبُّ أن أقرأ وأكتب لوحدي وأترك ما أكتب للأيام”، وكان وفيَّاً لوطنه ولطلابه ولمجتمعه حتى لحظة استشهاده الأخيرة.

آخر الأخبار
تعاون متجدد بين وزارة الطوارئ واليونيسف لتعزيز الاستجابة تبادل الخبرات والاستثمارات السياحية مع الإمارات اجتماعات وزارية مشتركة في الرياض.. فرص استثمارية واعدة وتعاون زراعي استكمال مشروع دار المحافظة بدرعا ينطلق من جديد حماة تستعد لانطلاق مهرجان ربيع النصر إدخال بطاطا وخضار مستوردة يلحق خسائر  بمزارعي درعا طرطوس تبحث رؤيتها الاستثمارية والتنموية أبناء عشائر السويداء يؤكدون حقهم في العودة لمنازلهم وأراضيهم منصة صحية ومركز تدريب سعودي- سوري مستشفى دمر التخصصي بالأمراض الجلدية يفتح أبوابه لخدمة المرضى الاستثمار في سوريا قراءة في تجارب معرض دمشق الدولي الليرة تتراجع والذهب يتقدم "تجارة حلب".. إعادة تنشيط الحركة الاقتصادية مع وفد تركي "إدمان الموبايل".. خطر صامت يهدد أطفالنا د. هلا البقاعي: انعكاسات خطيرة على العقول السباق النووي يعود إلى الواجهة.. وتحذيرات من دخول 25 قوة نووية جديدة ترامب: اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة.. و"حماس" مستعدة للتفاوض الحرب الروسية - الأوكرانية.. بين "التحييد الاستراتيجي" والتركيز على "العمليات الهجومية" أسماء أطفال غزة تتردد في شوارع مدريد العراق يعيد تأهيل طريق استراتيجي لتنشيط التجارة مع سوريا التحولات السياسية وانعكاسها على رغبة الشباب السوري المغترب بالعودة