الثورة- رفاه الدروبي :
يعتبر “العجمي” من الحرف الدمشقية القديمة التي زيَّنت المباني المعمارية المختلفة والجوامع والكنائس وأسقف البيوت الشاميَّة التراثية وبقيت محافظة على وجودها حتى الآن.
مدرِّب الزخرفة الدمشقية في خان الزجاج ماهر بركة أشار إلى أنَّه تعلَّم مهنة تعود إلى آلاف السنين من أحد الحرفيين في ريف دمشق مذ كان في منتصف العقد الثاني من العمر. ويمضي قطار العمر حاملاً ثلاثة عقود من الخبرة كي يعلِّمها للأجيال القادمة. وأكَّد أنَّ العمل بقطعة “العجمي” يعتمد على خبرة الحرفي وفق قواعد وأصول، حيث يمر العمل بمراحل كثيرة تبدأ برسم الزخرفة على ورق الزبدة، وتكون عبارة عن دوائر ومنحنيات وورود وعروق وأوراق صغيرة، لافتاً إلى أنَّه يقوم بطباعة الرسم على الخشب بعد طلائه بمادة الغراء البيضاء أو الحمراء الممزوجة بالسبيداج ثم يتمُّ تثقيب الرسمة كي يتخللها الفحم إلى الخشب ويترك علامات لتحديدها.
وأضاف: إنّ المادة النافرة توضع لها خلطة مكوناتها من الغراء الحمراء والجص المخلوطة بالزنك وتطبخ بطريقة خاصة لتصبح متماسكة، ويسهل وضعها بالريشة حسب الجزء المراد للرسمة، ينتهي العمل ويترك مدة ٢٤ ساعة حتى يجف ويغدو قاسياً، مبيناً أنَّ طريقة تلوين الزخرفة تتمُّ بألوان الإكريليك لسهولة العمل بها وجفافها السريع بينما كانت تستخدم الألوان الزيتية والمائية تتبعها الذهبية منها وتظلل الورود حسب لونها وتطلى بمادة الورنيش لتمنحها جمالاً وتحافظ عليها من الرطوبة.