عندما يكون المشهد الفلسطيني بهذه القتامة.. وعندما يرتقي يومياً عشرات الفلسطينيين.. جلهم من الأطفال، ويصاب المئات، وعندما تُجرى العمليات بنصف جرعات البنج، وعندما يتحدث الأطباء بأنهم يفتقرون إلى عقاقير التخدير، والمهدئات، والعقاقير الأفيونية، وبأن الوضع في القطاع فظيع، فإن ما يدور في الذهن الآن هو إلى متى سيبقى المجتمع الدولي يلعب دور الرجل المشلول، العاجز عن أي تحرك سياسي، أو رد فعل دبلوماسي؟!، وماذا عن هذه الأرواح الفلسطينية التي تزهق؟!، وبرسم من كل هذا الخراب والدمار؟!.
العدو الإسرائيلي ورغم أن حصيلة مجازره فاقت الـ ٨٨٠ مجزرة، وأن غاراته أدت إلى محو أسر وعائلات فلسطينية بكاملها من السجلات الرسمية، وأن إرهابه لم يرحم حتى الرضع أو الأجنة في الأرحام، إلا أن نهمه لإراقة الدماء يبدو أنه لا يزال متقداً، لا سيما إذا ما أخذنا بعين الاعتبار التفويض الأميركي العلني، والشرعنة الغربية، والتسليح منقطع النظير لآلة الإجرام الإسرائيلية للإيغال أكثر في الدم الفلسطيني.
صحيح أن التغول الإسرائيلي قد بلغ ذروته إلا أنه وفي الناصية المقابلة الرد الفلسطيني المقاوم على مجازر العدو الإسرائيلي كان أبلغ أنباءً من كل محاولات البعض المهزوم لتقزيم انتصارات المقاومة الفلسطينية، وما دوي صفارات الإنذار وحالة الهلع الهستيري ومشاهد المستوطنين وهم يهرولون إلى جحورهم لعلها تقيهم من ضربات المقاومين الفلسطينيين الصاروخية إلا خير دليل على ذلك.
الإرهاب الإسرائيلي والنفاق الغربي أدركه كل العالم اليوم.. بينما المقاومة الفلسطينية تسطر بعملياتها البطولية وتفانيها في الميدان أروع ملاحم الشجاعة لترد كيد العدو الاسرائيلي إلى نحره وتحطم أساطيره وتهوي بمعنويات مستوطنيه إلى الحضيض.

السابق
التالي