تكشف الوقائع كل يوم أن ازدواجية المعايير التي يمارسها الغرب في السياسة والثقافة والإعلام والمواقف وكل شيء هي التي تقود العالم إلى التهلكة وهي التي تحول دون الاستقرار العالمي.
واليوم يفضح الغرب نفسه من جديد من خلال التضليل الإعلامي الذي يمارسه في كل وسائل إعلامه، وهو الذي كان وما زال يملأ العالم بما يسميه حرية الإعلام وحقوق الإنسان وغير ذلك من مصطلحات كلها نفاق، يطلقها ليتاجر بها وتكون وسيلة له للتدخل في شؤون الدول الأخرى.
لقد تعرى الغرب أكثر مما كان هو نفسه يتوقع ولم يعد لإعلامه أي مصداقية أبداً، وربما ما تشهده فلسطين اليوم دليل كاف على تضليل وكذب الغرب الذي لم يألوا جهداً في الدفاع عن الحقد والإجرام والكراهية وتبرير المشاهد التي نراها من العدو الصهيوني بحق إخوتنا في فلسطين، فقتل الأطفال وحدهم كارثة إنسانية تدمي العيون وتترك ندباً جارحة في القلوب، يقتلون دون رحمة، يقتلون رغبتهم في البقاء والتحرُّر.
ما نتحدث به ليس جديداً بالنسبة لنا نحن السوريين فهل ننسى تضليل الغرب لما حدث في الحرب الظالمة على سورية؟ أوليس الإعلام الغربي جزءاً كبيراً مما حدث من دمار وقتل للسوريين؟
نعم، تظل أهداف الإعلام الغربي محكومة بمصالحه وتوجهات مجتمعة، والأهم أن الحرب على الفلسطينيين في غزة لم يشارك بها الجيش الصهيوني وحده، بل الإعلام الغربي الذي اعتمد صناعة التضليل كسياسة واضحة عبر التاريخ لكي يقتل ويدمر ويشرد وسط تعتيم كبير على الجرائم الصهيونية في قطاع غزة.
نقول: ميزان الحق لديكم مائل، فاصمتوا لأن كلامكم ممجوج، وحروفكم مأزومة، ستبقى دمشق عنواناً للعروبة والوفاء وفلسطين هي البوصلة مهما حاول البعض تحييد تلك البوصلة، وسيبقى الإعلام السوري مواكباً للحقيقة، فهذا ليس عهداً فحسب، بل واجب نؤمن بحق تأديته تجاه أنفسنا ومهنتنا ووطننا.