الثورة – ترجمة محمود اللحام:
الانتقادات الموجهة لقبضة الدولار على النظام النقدي الدولي، والتي تمنح الولايات المتحدة ميزة تجارية فريدة، ليست جديدة. ولكن هل تغرب الشمس حقاً على الدولار؟ وهل هناك منافس جاد ليحل محله؟.
يُقال إن مارك توين الكاتب الفكاهي الأميركي قال مازحاً في عام 1897: “لقد كانت التقارير عن وفاتي مبالغاً فيها إلى حد كبير”، وذلك بعد أن نشرت إحدى وكالات الأنباء نعيه.
وربما تكون الموجة الأخيرة من التصريحات التي تبشر بنهاية هيمنة الدولار سابقة لأوانها على نحو مماثل: فبالرغم من بعض التقييمات المتحمسة، فإن النظام النقدي الدولي الحالي لم يمت بعد، ومع ذلك، على الرغم من أن إعلان وفاة توين كان خطأً بالفعل، إلا أنه كان مريضاً في ذلك الوقت. وينطبق الشيء نفسه على الدولار.
إن انتقاد سيطرة العملة الأميركية على الاقتصاد العالمي ليس بالأمر الجديد.
عندما ترأس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مجموعة العشرين في عام 2010، استخدم منبره للتنديد بالنموذج الذي ترك «جزءاً من العالم يعتمد على السياسة النقدية الأمريكية».
وقبل نصف قرن من الزمان، قام فاليري جيسكار ديستان، وزير المالية الفرنسي آنذاك، بالتحقيق في «الميزة المفرطة» التي اكتسبتها الولايات المتحدة من الاستخدام الدولي للدولار.
كانت الاختلالات في نظام الرصد الدولي صارخة للغاية في عام 1958، بعد 15 عاماً فقط من تأسيسه، لدرجة أن الاقتصادي البلجيكي روبرت تريفين حذر من «تهديد وشيك للدولار الأمريكي الذي كان قوياً ذات يوم».
وبحلول عام 1976، لم يكن لدى الاقتصادي الأمريكي تشارلز كيندلبرجر أي شك في أن «الدولار انتهى باعتباره عملة دولية». ومع ذلك، فهي لاتزال(أي هذه العملة) حتى يومنا هذا تقود النظام النقدي الدولي.
هل هذه الجولة الأخيرة من التساؤلات هي مجرد بقايا تقليد عفا عليها الزمن حيث كل نبوءة متتالية للتغيير الجذري لابد أن تشيخ مثل الحليب؟ ربما لا.
لقد تسببت الحرب في أوكرانيا في انتشار قائمة المظالم ضد نظام الرصد الدولي، لذلك عندما توقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “بداية النهاية” للدولار (في منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، 16 حزيران 2023)، أو عندما توقعت رئيسة البرازيل السابقة ديلما روسيف، الرئيس الحالي لبنك التنمية الجديد (بنك تنمية البريكس سابقاً)، وتعهدت “بإيجاد سبل لتجنب الاعتماد على عملة موحدة”. وباعتبارها المنتصر الأكبر في الحرب العالمية الثانية، شرعت الولايات المتحدة في حكم العالم.
المصدر – لوموند ديبلوماتيك