علامة واحدة وفي حالات كثيرة أجزاء بسيطة من العلامة كانت كفيلة بأن تغير رغبات وطموح الكثيرين من الطلاب الناجحين في الشهادة الثانوية لدورة العام الحالي، ممن تقدموا لمفاضلة القبول الجامعي في مختلف الجامعات وفق الشروط والأسس التي حددتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للاختصاصات الدراسية المختلفة، لاسيما منها الطبية والهندسية.
فبعد إعلان التعليم العالي لنتائج المفاضلة بدا واضحاً ارتفاع معدلات القبول الجامعي للتعليم العام، وحتى للتعليم الموازي، قياساً بأعداد الطلاب ممن تقدموا إليها وفق العلامات التي حصلوا عليها، وطلاب كثر لم تأت النتائج كما يرغبون، فكان خيار الموازي أمامهم، ومنهم من كانت الجامعات الخاصة باباً آخر لتحقيق طموحه.
إضافة لما حصل من هفوات وأخطاء أثناء التقدم للمفاضلة إلكترونياً عن بعد مع طلاب كثر، وهناك طلاب رفضت جميع رغباتهم نتيجة التقدم بهذه الطريقة، كونها جديدة، والتي تعد أول تجربة تقوم بها في هذا المجال بهدف مساعدة الطلاب وتقديم التسهيلات اللازمة، واختصار الوقت لإنجاز التقدم للمفاضلة وإعلان نتائجها في الوقت المحدد.
وكما كل مفاضلة جامعية لم تخلو هذه المفاضلة من كثير من الملاحظات، وحتى الانتقادات في جوانب عدة منها، حيث ما زالت آلية القبول الجامعي تواجه كثيراً من الصعوبات في ما يتعلق بموضوع الاستيعاب الجامعي في الجامعات والمعاهد عموماً، حتى مع كل ما يناقش ويطرح من آراء من مختصين وجهات معنية بشأن هذا القبول.
إذ بقيت آلية القبول الجامعي مرتبطة بالعلامات التي تعد مقياساً محدداً لقبول الطالب في اختصاص ما، دون الأخذ بعين الاعتبار ما يمكن أن يساعد في تطوير القبول الجامعي من جوانبه الكثيرة والمتشعبة، ودراسة مواءمة التعليم الجامعي واحتياجات سوق العمل، فهناك اختصاصات باتت تفرض نفسها في سوق العمل أكثر من اختصاصات أخرى.
وحرصاً على مصلحة الطلبة ممن وجدوا أنفسهم خارج دائرة القبول الجامعي لسبب أو لآخر وفق نتائج هذه المفاضلة، يبدو مهماً جداً اتخاذ الإجراءات السريعة والقرارات اللازمة التي من شأنها معالجة أوضاعهم بالشكل المناسب، ليتمكنوا من استثمار الوقت والتسجيل في الاختصاصات التعليمية حسب نتائج المعالجة والتسويات لمجمل ما حدث من خلل وأخطاء.